السؤال
السلام عليكم.
عمري 19 عاما، وعمر أختي 16 عاما، عندما كانت صغيرة كانت هادئة، ولطيفة، وتسمع الكلام، ولكن منذ أن دخلت في المرحلة الإعدادية -تقريبا- بدأ سلوكها يتغير، وطريقة كلامها، وصارت عصبية جدا، ولا تطيق من أحدنا كلاما، وتشعر بأن الحياة لا فائدة منها.
وصارت تحب الأكل، حتى صارت أسمن مني، مع فارق العمر، وكثيرا ما ننصحها بتقليل الأكل، فتنفعل غاضبة، وإذا أردنا أن نأخذها إلى طبيب نفسي فإنها تنفعل أكثر.
مع العلم أن مستواها الدراسي متدني، وكثيرا ما ترسب، وتدخل الامتحانات الصيفية، فهل هي مصابة باكتئاب، أم أن وضعها طبيعي؟ وما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نؤكد أن دور الأخ في علاج أخته، وتصويبها، وتصحيحها كبير جدا، ولكن الذي ننصح به هو أن تغير طريقة تعاملك معها؛ فكن لها صديقا، واجتهد دائما في أن تقف معها عندما تحتاج إليك، واحرص على أن تدير معها الحوار، وتجنبوا التعليمات المعلبة، والتوجيهات، وأرجو أن لا يكون أهل البيت في صف واحد ضدها؛ حتى لا تشعر بأنكم جميعا لا تريدون لها الخير.
واعلموا أنها تدخل مرحلة جديدة أنتم بحاجة إلى أن تتعرفوا على خصائصها؛ فغالبا المرحلة الإعدادية بالنسبة للبنات هي مرحلة حياة جديدة، تحتاج فيها الفتاة إلى أن تشعر أن لها مكانة، وأن لها قيمة، ولا يصلح معها التعليمات المعلبة، فبدلا من أن تمنعوها من الأكل، وتعلقوا على كثرة أكلها، أشيروا إلى أنها لما كانت رشيقة كان ذلك أفيد لها، وأنها ينبغي أن تحافظ على جمال جسمها، وأن تتجنب الأشياء التي تضر بصحتها.
ثم عليكم أن تذكروها بما عندها من إيجابيات، وتجنبوا نقدها، والتركيز على السلبيات التي عندها؛ فالتركيز على الإيجابيات يزيد منها، كما أن التركيز على السلبيات يرسخها، وليس من الضروري أن تطالبوها صراحة بأن تذهب إلى طبيب نفسي؛ لأن أي إنسان يرفض أن يكون مريضا نفسيا كما هي الثقافة في مجتمعاتنا بكل أسف، مع أن هذا طبيب عادي، والناس بحاجة إلى أن يمروا عليه.
وأرجو أن تتأكدوا من صلاتها، وطاعتها لله تبارك وتعالى، وأديروا معها حوارا هادئا حتى تتبينوا الأشياء التي تضايقها.
أما بالنسبة لمستواها الدراسي: فأرجو أن تعاونوها على تنظيم جدول للمذاكرة، وتساعدوها في المواد الصعبة، وحبذا لو قامت الوالدة بزيارة المدرسة؛ حتى تتعرف على ظروف الدراسة، وتتعرف على الصديقات اللائي يدرن حولها.
ومسألة كونها تعاني من اكتئاب طبيعي، أو غير طبيعي: هذا يحتاج إلى أن تمروا بها على طبيب مختص، وليس من الضروري أن تقولوا: بأنه طبيب نفسي، ولكن تدخل عليه، ويستمع إليها، ويعطيها التوجيهات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاحها ونجاحها.
نتمنى أيضا أن يكون لديكم خطة موحدة في التعامل معها؛ حتى لا تشعر كما قلنا أن الجميع ضدها، فإن هذا يحرك عندها العناد، والعناد في هذه المرحلة من الأمور الخطيرة، ولا نستطيع أن نجاريها في هذه المرحلة، ولكن نسأل الله تبارك وتعالى أن يقر أعينكم بصلاحها وعودتها إلى ما كانت عليه، بل إلى ما هو أفضل، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.