سأترك الغرب لتربية أبنائي لكن البيئة غير ملائمة ببلدي!

0 15

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحن عازمون في الرجوع من بلجيكا إلى المغرب خوفا على أبنائنا من الضياع، لكن أخاف على أبنائي من التأثر بأهل زوجي بحكم اختلاف أفكارنا ومبادئنا، ونحن حريصون على تربيتهم على الإيمان والأخلاق وطاعة الله، لكن جدتهم وعماتهم بعيدات عن الدين ويتنافسون على الدنيا، ويذهبون إلى أفضل المقاهي والمطاعم.

فمثلا نحن نمنعهم من الموسيقى، لكن عندما يذهب ابني لزيارتهم يقول لهم أريد سماع الموسيقى الفلانية، فيلبون طلبه.

أصبحت أعيش في هاجس ووسواس كيف أتعامل معهم، لا يمكن أن أمنع أبنائي عن جدتهم، فهي تطلب أن يبيتوا عندها، وابني يحب ذلك؛ لأنه يجد حريته، فيفعل ما يشاء.

أشعر أنه صار عنده انفصام شخصية، عمره سبع سنوات، ورغم أني أفهمه الحرام والحلال، لكن يقول لي مثلا: لماذا عمتي مسلمة وتسمع الموسيقى وهي متبرجة؟

هو يحب أهل زوجي بحكم أنهم أغنياء ويشترون له ما يحب، فأخاف أن يتأثر بهم ويحب حياتهم وتضيع تضحياتنا، حيث إننا سنترك بلدا غير مسلم خوفا على دين أبنائنا، ولكن البيئات في بلدان المسلمين لا تعين على التربية.

انصحونا أرجوكم، فقد تهنا ولا ندري ماذا نفعل، وإلى أين نذهب بأبنائنا؟ أريد أن يصير لي أبناء صالحون، وأريد أن أكثر من الأبناء حتى يكونوا في خدمة دينهم، ولكن لما أجد صعوبات في التربية في كل مكان أمتنع، وأقول يكفي اثنان.

وصرت أعاني من كثرة التفكير لمجرد أن ابني يقول لي: عند رجوعنا إلى المغرب سأبيت عند جدتي، فيصيبني الهلع والخوف وكثرة التفكير. تعبت من هذه الحال، وزوجي يستحي من أمه ويتركني في صراع معهم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أختنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على سلامة عقيدة وإيمان الأبناء والبنات، وهذا دليل على الخير، والرغبة في الخروج من البلاد التي ليس فيها ما يعين على الطاعات إلى بلاد الإسلام، دليل على أنكم نصحتم للذرية، فنسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحهم ونجاحهم.

وأرجو أن تعلموا أن المشكلات قد توجد في كل مكان، فالعالم أصبح شاشة، والشاشة محمولة في يد الصغير والكبير، وأيضا المجتمعات العربية المسلمة أيضا ربما فيها فقر في وسائل التربية أو في الاهتمام بهذا الجانب، وعلى كل حال: أحسنتم بالتفكير في الخروج من تلك البلاد، التي فيها من يتعمد تربية الأبناء على ما يشوه الفطر ويحارب الأديان؛ فإن الفرق كبير بينها وبين ديار المسلمين، وإن وجد نوع من التقصير.

ومن أهم ما يعينك على النجاح في تربية الأبناء: تحسين العلاقة بهم، وكسب ثقتهم، ومعاونتهم على فعل الخير، وتشجيع من يذاكر ويرتب دروسه، ويهتم بعبادته وصلاته وطاعته لله تبارك وتعالى، ثم عليكم أن توصلوا الرسالة المهمة لأهل الزوج ولأهلك، وكل من يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال بينهم، بضرورة أن يحرصوا على ما تربوا عليه، ويتجنبوا إيقاعهم في أمور أنتم كنتم تمنعونهم منها، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.

ونتمنى أيضا تكوين القناعات الإيجابية عند الأبناء، عندما نمنع شيئا نبين لهم حكمة المنع، وأسرار الشريعة ومقاصدها عندما تحرم مثل هذه الأمور، وكيف أن الذي لا يهتم بالطاعة لله تبارك وتعالى يتردى، وبينوا لهم أن الإنسان سيقف بين يدي ربه تبارك وتعالى، لذلك علينا أن نحرص على أن نجعل طاعة الله غاية وهدفا، وذكروهم بأنكم ما جئتم لديار المسلمين إلا ليستمعوا الأذان، ويشاركوا تلاوة القرآن وحفظه، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات