أعيش في أحلام اليقظة وإدمانها، فكيف أعود للواقع؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من أحلام اليقظة المرضية وإدمانها، وكنت أعاني من هذه المشكلة منذ الإعدادية، وكنت دائما أحلم أني من المتفوقات، وهذا لأني لست عملية وأحب المثالية، وكنت دائما أتخيل نفسي ذلك الشخص الذي يلتف الجميع من حوله.

في المرحلة الثانوية واجهت مشكلة أخرى، لا أعلم هل هي بسبب أحلام اليقظة أم لا، وهي الوسواس القهري في الدين والطهارة، أنا -بفضل الله- ملتزمة بالصلاة، وزاد الوسواس القهري معي، خصوصا في الصف الثالث الثانوي، وذهبت إلى الطبيب وشخصني OCD، ولم أكمل جلسات العلاج لظروف مادية.

حاولت معالجة نفسي في الجامعة، فتخف الأعراض مرة وتزداد مرات أخرى، ومنذ عدة أشهر منذ شهر 10 السابق، وأنا أعاني من أحلام اليقظة بشكل مفرط ومرضي، أي أني أشغل الأناشيد وأسرح معها، وأمارس الرياضة وأسرح بخيالي، أدمنت ذلك رغم أن ما أسمعه أناشيد دينية، ولا أسمع الموسيقى.

تطور الأمر كثيرا، خصوصا وأني أعاني من مشاكل اجتماعية مع أسرتي بسبب الدين، فهم يمنعونني من النقاب وبعض الأمور الاجتماعية، ومررت بفترة نفسية صعبة والسبب فسخ خطبتي، وحدث ذلك في الفصل الدراسي السابق، وأنا اتخذت هذا القرار بعقلي، لأن الشاب ليس متدينا، ولكن قلبي متعلق به، وهذا أدى إلى زيادة أحلام اليقظة، وأهلي كانوا يريدون زواجي من الشاب وبقوة، وخاصة أمي، وهذا الأمر أدى إلى مشاكل كبيرة، فوالدتي تقوم الليل وتدعو الله حتى أصبح من نصيبه، وهذا الشيء يصعب الأمر علي، فكلما حاولت نسيانه لا أستطيع وأفكر في كل شيء يتعلق به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.

أولا: الحمد لله أنك وصلت لهذا المستوى من التعليم، وهذا إن دل فإنما يدل على اهتمامك بتحقيق أهدافك وطموحاتك التي كنت تحلمين بها، فنقول لك:

أحلام اليقظة إذا تبعتها خطوات عملية، وأثمرت وحققت المراد تكون إيجابية، أما إذا كانت مجرد أحلام، وليس هناك اجتهاد أو عمل بالأسباب لتحقيقها، فهي تكون بالفعل كالسراب.

ثانيا: موضوع الوسواس القهري هو اضطراب نفسي، وله أسبابه البيولوجية والشخصية والاجتماعية، وهو يصطاد دائما في مقدسات الشخص، أو مخاوفه، مما يجعله يشعر بالقلق والتوتر نتيجة الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية.

وعلاجه باختصار هو التجاهل والترك، وتحمل القلق الناتج عن ذلك، أي عدم الاستجابة للفكرة (للتكرار أو للإعادة)، كما في حالة الطهارة والصلاة، ويتذكر الشخص دائما أنه مريض وليس على المريض حرج، والله تعالى أعلم بنيته، خاصة فيما يتعلق بأمور العبادات.

ثالثا: بالنسبة لموضوع التعلق بالخاطب بعد فسخ الخطبة، نأمل ألا تكوني قد استعجلت في القرار، والموازنة بين رغبة الوالدين ورغبتك الشخصية أمر مهم، والفصل في ذلك ما جاء به الشرع في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: (إذا خطب إليكم ‌من ‌ترضون ‌دينه ‌وخلقه فزوجوه).

فالخلق والدين هما المعيار في اختيار الزوج، فأنت رفضته بالعقل بسبب عدم التزامه دينيا، وإذا علم بسبب الرفض ربما يكون ذلك سببا في هدايته، ويلتزم قبل وبعد الزواج. ولتتوجه الوالدة بالدعاء له بالهداية، عسى أن يستجيب الله تعالى لدعائها.

أما التعلق العاطفي فعلاجه الدعاء وتوثيق الصلة بالله، وقطع الأفكار عن التفكير في ذلك الشاب، فالله تعالى قادر أن يغنيك عن ذلك الذي رفضته بمن هو أفضل.

وأخيرا نقول لك: ما دمت متمسكة بدينك فالله تعالى لن يضيعك، وناصرك حقا وسيغنيك من فضله، فهو الخالق لكل شيء ويعلم كل شيء، ورضاه أولى قبل رضا الخلق، وقد قال: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [سورة البقرة:216].

وفقك الله لكل خير وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات