بادلتها التبسم والإعجاب وأشعر أن ما أفعله غير صحيح

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب بعمر 20 عاما، ومنذ عام أو أكثر لاحظت أن فتاة بدأت بالإعجاب بي، ولا أعلم السبب، لكن قد يكون بسبب طبيعة عملي في محل لنا، والتعامل بلطف مع الزبائن عموما، وقد يكون منهم فتيات، وقد أكون تعاملت مع هذه الفتاة بلطف كباقي الزبائن، ولكن لم أقصد ذلك، ولا أذكر مثل ذلك أصلا؛ وقد بدأ الموضوع بالمرور من أمام المحل كثيرا والنظر إلي! ثم بدأت بعدها تبتسم لي دائما، وهكذا.

الموضوع في تطور يوما بعد يوم، ورغم أن هذا لم يكن يعجبني في البداية، وكنت مستغربا من هذا، لكن مع الوقت وبسبب كثرة ما تفعله هذه الفتاة، وأيضا جمال خلقتها بدأت أتفاعل معها، فأبتسم لها أيضا وحقيقة لا أقع باللوم عليها فقط، فلو لم أتفاعل معها سريعا قد لا يتطور الموضوع إلى هذا الحال.

في ليلة الفطر العام الماضي أتت لي بورقة على المحل تهنئني فيها بالعيد، وعندما أمر من أمام منزلها (أحيانا يكون عن قصد) تبدأ تفعل أشياء لتبين لي...وهكذا..وكل فترة تحاول أن تقترب مني أكثر.

حقيقة هذا يعجبني من اهتمامها ...الخ، ولكن في نفس الوقت أعلم علم اليقين أن هذا حرام، ولا يجوز، ولكني أضعف في بعض الأحيان فيتكرر نفس الموضوع.

هل من طريقة لأبعدها عني بدون أن أخدش مشاعرها، خوفا من أن يتطور أكثر من ذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حسن تعاملك مع الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على رعاية قواعد الشرع في التعامل مع النساء، والرجل ينبغي إذا تعامل مع النساء أن يراعي القواعد والضوابط الشرعية، فليس للإنسان أن يتوسع في الكلام، وليس له أن يطلق النظر أيضا في الغاديات الرائحات، (لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية) وفي رواية: (وعليك الثانية)، ولذلك ليس في الشرع ما يبيح لك أن تبتسم أو تسلم أو تتكلم إلا لضرورة، وعند الضرورة لا بد أن تكون بقدرها.

احرص دائما على تجنب الخلوة، واحرص دائما على تجنب التمادي مع العواطف فإنها عواصف، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخروج مما أنت فيه، والأمر ينبغي أن يحسم، وحسم هذا الأمر بأن يكون التعامل طبيعيا، تهمل أحيانا، لا تلتفت، ومهما حصل من جرح لها أو تأثر فإن هذا هو أخف الأضرار، فالعبث في مثل هذه الأمور يوصل إلى نهايات مؤلمة، ونهايات مخيفة، وفيها غضب لله تبارك وتعالى.

أما إذا كان هناك إمكانية في الزواج وترغب في الارتباط بها؛ أيضا في هذه الحالة ينبغي أن تدخل أهلك، تخبر الوالدة أو الأخوات أو العمات والخالات، حتى يتعرفن على الفتاة، ويتعرفن على أهلها، ثم بعد ذلك يعرضن عليهن رغبتك.

أما إذا لم تكن لك رغبة أصلا فأرجو أن تبادر لتنجو بنفسك، وكن عونا للفتاة على طاعة الله تبارك وتعالى، واعلم أن الرجل هو الذي ينبغي أن يتحكم، فإن المرأة إذا نظر إليها الرجل وابتسم هي تظن أنه يحبها وأنه يريدها، فتبدأ تتصنع، وهذا طبعا لأن الغواني يغرهن الثناء، وهن أصدق في المشاعر، وبالتالي لا بد من حسم هذا الأمر قبل أن يتطور إلى ما لا تحمد عقباه.

إذا كنت تريد الحلال فأنت تعرف وسائله وطرائقه، أما هذا الذي يحدث فلا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، وشكرا لك على السؤال، ومهما كانت النتائج أرجو أن تخرج من هذا الوضع، والأضرار المترتبة عليك أو عليها.

إن الآلام هذه لا تساوي شيئا بجانب الجري وراء السراب والمجاملات حتى تتعمق مثل هذه المشاعر؛ لأن هذا يترك آثارا سالبة، حتى ولو تزوجتها؛ لأن البدايات خاطئة، وإذا لم تتزوجها فمن المصائب أن يرتبط الإنسان بفتاة وقلبه مع غيرها، أو ترتبط الفتاة مع شاب وقلبها مع غيره.

نسأل الله أن يعينك على التقيد بآداب وأحكام هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وعليك أن تغض بصرك عن هذه المرأة، وعن سائر النساء؛ لأن الله يقول: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) النتيجة (ذلك أزكى لهم) أي أطهر وأنقى وأتقى لنفوسهم، فإن لم يفعلوا، فالتهديد من الله (إن الله خبير بما يصنعون).

قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتـر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.

نسأل الله أن يردك إلى الحق والخير والصواب.

مواد ذات صلة

الاستشارات