السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 17 عاما، قبل 10 أيام تعرفت على فتاة أعجبت بها، وأريد أن تتطور هذه العلاقة، ولكن لا أعلم هل عمري مناسب لهذه العلاقة؟ أتمنى منكم النصيحة.
مع العلم أني أستطيع أن أميز بين الحب والإعجاب.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي محمد- في استشارات إسلام ويب.
اعلم -وفقك الله- أن الإسلام حرم العلاقات العاطفية قبل الزواج؛ لما يترتب عليها من الوقوع في المحرمات -والعياذ بالله-، والانجرار وراء الشهوات، وذلك حرصا من الشرع الحكيم على صيانة الأعراض، وحماية لها من عبث العابثين، وفي المقابل فتح الباب أمام الراغب في الزواج والخطبة، والتي يتم من خلالها التعارف، وفهم الطرف الآخر وفق الضوابط الشرعية، التي تحدد شكل هذا التعارف وحدوده.
فإن كان هدفك من هذا التعارف هو الزواج، فعليك أن تسلك الطريق الذي حدده الشرع عن طريق الخطبة، ثم التعارف بعد ذلك، مع ضرورة أن تعلم أن العلاقة الزوجية، وبناء الأسرة يقوم على تحمل المسؤولية، والحقوق، والواجبات من كلا الطرفين، وهذا ما سماه الإسلام "بالباءة"، ففي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.
أما إن كان هذا التعارف والميل الذي تعيشه نحو هذه الفتاة قائما على أساس اندفاع المراهقة، والرغبة في الإشباع العاطفي، أو السير مع ما تروجه وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، من بناء العلاقات الشبابية العابرة، أو ثورة الحب المنتشر بين أوساط الشباب؛ فإن هذا من الانحرافات التي انتشرت بين شباب اليوم، بسبب التقليد لثقافة الغرب المنحرف في هذه العلاقات، وينبغي عليك الحرص بعدم الانزلاق فيها بأي شكل من الأشكال، وحماية نفسك من آثارها.
أخيرا -أخي العزيز-:
ننصحك أن تتوقف عن هذا التعارف وغيره من العلاقات العاطفية، حتى تصبح مستعدا لبناء الأسرة بكل مقوماتها؛ فالدخول في علاقات عاطفية بهذا السن -عوضا أنه محرم- سيشكل عائقا أمامك في أن تعيش حياتك بشكل طبيعي، ويجعلك تندفع نحو عواطفك دون الاهتمام بما يترتب عليها بعد ذلك، وأيضا لا تأمن فيه على نفسك من الوقوع في كبيرة الزنا -والعياذ بالله-، كما ستساهم هذه العلاقات في انشغالك عن التأسيس لحياتك، ومستقبلك الحقيقي، بشكل صحيح، وأنت لا تزال في مقتبل العمر، فمشروع الزواج، وتأسيس الأسرة، ينبغي أن يقوم على استعداد وتحمل للمسؤولية، وسعي لتحقيق أهداف الاستقرار، والسكن، والمودة، وبناء المجتمع.
كما ننصحك -أخي الكريم- أن تبتعد عن كل ما يرغبك في هذه العلاقات المحرمة، ويزينها في نفسك، سواء من مواقع التواصل الاجتماعي، أو أصدقاء السوء، وأن تشغل وقت فراغك بكل ما ينفعك، ويبني نفسك، ويرتقي بعلاقتك بربك، فأكثر من الطاعات، وتلاوة القرآن، والتقرب إلى الله، ومصاحبة الصالحين.
وفقك الله وسدد خطاك.