وسواس خوف وقلق وكأني سأتقيأ في الصلاة!

0 11

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 35 عاما، أصلي إماما بالمصلين في المسجد، ومنذ عام أصبح يلازمني وسواس خوف وقلق أنني سأتقيأ بعد أن أدخل في الصلاة، وأكمل الصلاة كلها بخوف وقلق من حدوث ذلك.

وحدث بالفعل أن توقفت عن إكمال الصلاة بسبب هذا الشعور، وسبب لي إحراجا شديدا، وبعد هذه المرة التي توقفت فيها زاد القلق والخوف من أن يحدث ذلك مرة أخرى، وأصبحت أتهرب وأبتعد تماما.

هل يوجد علاج بشكل كامل لهذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eslam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا موضوع بسيط، ولا تنزعج له أبدا، موضوع الشعور بالتقيؤ بعد أن تكمل الصلاة ربما يكون حقيقيا، لكنك لن تتقيأ أبدا؛ لأن منشأه ما نسميه بقلق أو مخاوف الأداء، أنت تريد أن تكون مجيدا -الحمد لله- في صلاتك، وجزاك الله خيرا على ذلك.

وهذا يعطيك هذا النوع من الشعور -أي الشعور بالتقيؤ-، والبعض يأتيه شعور بخفة الرأس، وربما أنه سيسقط، والبعض قد يشعر بتسارع في ضربات القلب، والبعض قد يعتقد أنه يتلعثم في قراءته.

هذه الظواهر نعرفها تماما وموجودة، وهي مشاعر خاصة بالإنسان ولن تحدث أبدا، وهو نوع من قلق الرهاب، البعض يسميه بقلق الأداء أو خوف الأداء أكثر من الرهاب الاجتماعي، لكن طبعا فيه جزئية مهمة من الناحية الاجتماعية، وهي: أنه يحدث حين يكون الإنسان مرتبطا بنشاط فكري أو ذهني أو نفسي متعلق بالآخرين، أو التعريض لموقف اجتماعي كما نسميه.

اطمئن تماما وأعرف -يا أخي الكريم- أنك حين تصلي بالناس هذا يعني أن الله تعالى قد اصطفاك لهذا الأمر، هذا أمر ليس سهلا أبدا، وأقدم -يا أخي الكريم- على الصلاة بالطمأنينة والأمان، ولا تتجنب أبدا؛ لأن التعرض أحد وسائل العلاج المهمة، ولن يصيبك سوء أبدا، أنا أؤكد لك ذلك.

وحتى ترتاح تماما من هذه الظاهرة، سوف أصف لك أحد الأدوية البسيطة جدا، الدواء غير تعودي، وغير إدماني يسمى سيرترالين، هذا هو اسمه العلمي، وله مسميات تجارية كثيرة منها زوالفت، ولسترال، وفي مصر يوجد منتج ممتاز منتج محلي يسمى مودابكس، تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة أي 25 ملجم يوميا لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا أي 50 ملجم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا، لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم، لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر بسيط يسمى اندرال، واسمه العلمي بروبرننول، أريدك أيضا أن تتناوله بجرعة 10 ملجم صباحا، لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، كلا الدواءين يا أخي من الأدوية البسيطة والسليمة وغير الإدمانية، والجرعات التي وصفناها لك صغيرة جدا، مثلا السيرترالين يمكن أن يكون حتى 4 حبات في اليوم، لكنك لا تحتاج إلى هذه الجرعة، الاندرال يمكن أن يكون حتى 80 ملجم، لكنك أيضا لست في حاجة لهذه الجرعة.

هذه الأدوية سوف تساعدك كثيرا، مع أهمية التغيير الفكري الذي ذكرته لك، أنه لن يحدث لك سوء، لن يصيبك أي شيء أبدا، وحين تقدم على صلاة الجمعة دائما أقدم إلى المسجد وأنت في خاطرك موضوع يمكن أن يكون موضوعا لخطبة الجمعة، هذا الأمر قد يكون قليل الحدوث جدا لكن قد يحدث، وهو أن يتخلف الإمام، ويتأخر الإمام، أن يطرأ عليه طارئ، فربما يحتاج لأحد المصلين للإنابة عنه، وهذا الشخص قد يكون أنت أخي الكريم، هذا من التمارين التي وجدتها مفيدة جدا، أن تحضر نفسك دائما لأن تنوب عن الشخص المنوط به الأداء أو العمل، لكنه تخلف أو تأخر، خاصة في أوقات الصلاة؛ هذا من أفضل أنواع التعرض الخيالي الإيجابي جدا.

هذه التمارين مفيدة جدا ومع الدواء ستجد أنها مفيدة، وأريدك أيضا أن تطبق تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، وهي تتكون من عدة تمارين أهمها تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها، وتوجد برامج على اليوتيوب مفيدة جدا لتطبيق هذه التمارين.

أخي بصفة عامة أريدك أيضا أن تطور مهاراتك الاجتماعية، بأن تكون شخصا دائما في الصفوف الأمامية من حيث: الزيارات، تفقد الأرحام، تفقد الجيران، المشاركة في الأفراح، زيارة المرضى، المشي في الجنائز؛ هذه تقوي كثيرا من الكفاءة النفسية الاجتماعية مما يزيل تماما قلق المخاوف، أو قلق الأداء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات