السؤال
أدرس الهندسة -ولله الحمد- بدأت حفظ القرآن ولم أنته من حفظه، فهل أحضر الدروس العلمية في المساجد، وإن كانت في الكتب التي ليست للمبتدئين؟ علما أني عندما أنتهي من حفظ القرآن، فسوف أبدأ في المتون المختصرة للمبتدئين.
وجزاكم الله خيرا.
أدرس الهندسة -ولله الحمد- بدأت حفظ القرآن ولم أنته من حفظه، فهل أحضر الدروس العلمية في المساجد، وإن كانت في الكتب التي ليست للمبتدئين؟ علما أني عندما أنتهي من حفظ القرآن، فسوف أبدأ في المتون المختصرة للمبتدئين.
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يمدك بالتوفيق والإعانة على الخير، وأن يبلغك من الآمال ما فيه سعادة الدنيا والآخرة، ونشكر لك حرصك على تعلم دينك وحفظ كتاب ربك، فهذا خير كبير ساقه الله تعالى إليك، وغرس في قلبك حب هذه العبادات، فاشكر نعمة الله تعالى عليك بالدوام عليها، والاستمرار فيها والزيادة منها، والله تعالى قد قال في كتابه: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
ووظف هذه القدرات في ما ينفعك عند الله تعالى وفي مستقبل حياتك، واعلم أن حفظ القرآن الكريم من أعظم القربات، فإن القرآن أشرف الذكر، ومن حفظ القرآن رزق بسبب هذا الحفظ عددا من العبادات، فمن هذه العبادات: الارتباط بالقرآن الكريم بالإكثار من قراءته، بمراجعة حفظه، وإذا رزق مع ذلك أن يصلي به في الليل وفي النهار؛ فإن هذا باب آخر من أبواب التوفيق، ومن هذه العبادات الفقه في الدين، فمن يحفظ القرآن ويعلم آياته؛ فلا شك أنه خير ممن يجهل ذلك، وأعلم بدينه منه.
فإذا حفظ القرآن الكريم مشروع عظيم، وعمل جليل، وباب كبير من أبواب الخيرات، هذا مع ما يدخره الله تعالى لحافظ القرآن الكريم من الثواب، ولا تخفى عليك الأحاديث الكثيرة الواردة في الترغيب في قراءة القرآن، فإن القرآن هو الكلام الوحيد الذي يثاب الإنسان بتلاوته، بكل حرف عشر حسنات، والقرآن شافع لأصحابه يوم القيامة، كما ورد بذلك حديث رسول الله (ﷺ)، والقرآن سبب للرفعة في درجات الجنة، إلى غير ذلك من الفضائل التي وردت بها نصوص الشريعة الإسلامية.
وأما عن الدروس العلمية فننصحك بأن توفر وقتك وجهدك، وأن توجه التوجيه الصحيح؛ بحيث يثمر هذا الجهد الثمرة المرجوة الكاملة، مع حفظ الأوقات والجهود من الضياع والتبديد، فاحرص كل الحرص على أن تنجز أعمالك أولا بأول، واعلم بأن الترتيب من أهم أسباب النجاح والتفوق، فلا تشتغل بالدروس العلمية لمن هم أقدم منك في مراحل العلم؛ فإن فائدتك من ذلك تكون ضئيلة، اشتغل بدراسة دينك بالطريقة الصحيحة التي توافق قدراتك، فابدأ بصغار العلم قبل كباره، وهذه هي الربانية في التعليم، كما قال الله تعالى: {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون}.
وقد فسر السلف هذه الربانية بأن يتعلم الإنسان الصغار من العلم قبل الكبار، وهذا طريق مأمون، أولا من حيث القدرة على الفهم، وعدم الملل والسآمة وانغلاق الذهن، وثانيا: هو طريق مأمون أيضا ومضمون في تحقيق الإنجاز المطلوب، ولهذا وضع العلماء الكتب العلمية على مراتب ودرجات، حتى يسير الإنسان وفق هذا المنهج، وهذا هو المنهج الذي يجري عليه البشر عموما في التعلم، فهناك مدارس ابتدائية، ومدارس إعدادية، ثم مدارس ثانوية، ثم مرحلة جامعية، والمناهج في كل مرة من هذه المراحل تتناسب مع المرحلة العمرية التي يدرس بها الطالب.
فاجتهد في حفظ أوقاتك وصيانة جهودك من الضياع والتبديد، واسلك الطريق الذي يؤدي بك إلى تحقيق الأهداف والنتائج، واستعن بالصحبة الصالحة والمعلمين الذين يعينونك على الوصول إلى هذه الأهداف، وستجد نفسك بإذن الله تعالى مع مرور الوقت تحقق إنجازا كبيرا، وتتقدم في العلم والمعرفة.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.