السؤال
استشارتي مشابهة لاستشارة إحداهن عن علاقتها بمعلمتها.
أنا في الثانوية العامة وسأتخرج هذه السنة، كانت لدي معلمة درستني أول ثانوي، وحرصت على أن تستمر علاقتي معها حتى بعد الأول الثانوي؛ لأنها فقط تدرس هذه المرحلة، تطورت علاقتي معها، أعرف كل شيء عنها، وأنا أحبها جدا، وهي تعلم ذلك، وأعتقد أنها ربما تبادلني بمحبة بسيطة، ولكن لست متأكدة.
كل المدرسة تلاحظ أننا دائما مع بعضنا نتحدث؛ لأني أحب تفكيرها، وأصبحت مثلها، فهناك أصلا صفات مشتركة بيننا، لدي رقم هاتفها، هي لا تحب الرد على الهاتف، فهي لا تتعامل معه، ولكن أحيانا ترد على اتصالاتي، وأحيانا كثيرة لا، قالت لي أنها تسعد جدا بالمسجات التي أبعثها إليها، وفي مرة اتصلت في امتحان من امتحاناتي القريبة للثانوية العامة لتطمئن علي وتحدثني، ولكن في اليوم التالي اتصلت فلم ترد علي، قد لا أراها ثانية فقد انتهت امتحاناتنا، وإن شاء الله أنجح، وسوف أغادر هذه المدرسة، وأنا حزينة لأني لن أراها.
أتمنى أن لو تبادلني نفس الشعور، ولا أعرف كيف أتغلب على حزني لفراقها، فلم تسنح لي الفرصة لتوديعها ربما حين أستلم النتيجة، فهل هذه العلاقة مبالغ فيها؟ وهل يحق لي أن أتصل بها؟
أريد رأيكم بكل سطر عن سطور رسالتي، وبالمجمل هذه استشارتي ولكن باختصار.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوارس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-
فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على طاعة رب العباد.
فليس هناك مانع من الاتصال بمعلمتك والسؤال عن أحوالها، وأرجو أن تتأكدي أن حبك لها لله وليس لجمال مظهرها، أو لطريقتها في التفكير فقط، فالعلاقة الناجحة، والصداقة الحسنة، هي ما كانت التقوى رباطها وعمادها، وكل أخوة وصداقة وعلاقة لا تؤسس على الإيمان والتقوى تجلب الأتعاب لأهلها في الدنيا، وتنقلب في الآخرة إلى عدوان، قال تعالى: (( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ))[الزخرف:67].
والذي يظهر لي أن العلاقة كانت قريبة من الاعتدال، وأرجو أن تستمري معها، ولكن في طاعة الكبير المتعال، وأن تكون " المسجات " تذكيرا برب الأرض والسموات، وأن تكثرن في الغيب لبعضكن من الدعوات الصالحات؛ فإن ذلك دليل على صدق النيات، وسبيل إلى دفع الشبهات، ودليل على أن العلاقة في رضا رب الأرض والسموات، وهي ثمرة الحب بين الأخوات.
ونحن نتمنى أن يحصل تصحيح للعلاقة إن لم تكن على الوجه الذي ذكرناه؛ لأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، والانحراف في العلاقة يهدد مستقبلك كزوجة، واحرصي على أن تكون مشاعرك طيبة تجاه كل المؤمنات، مع تفضيل الصالحات، والاجتهاد في نصح الغافلات، وعمري قلبك بحب الله، وأشغلي نفسك بما يرضي الله، واجعلي جليسك كتاب الله، وليس في هذه العلاقة مبالغة.
ولكننا نتمنى أن تفتش المسلمة عن قلبها، ودوافعها، ونياتها، عند كل عمل، أو قول، أو تصرف، فإن العواقب لا تؤمن.
ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا.