السؤال
السلام عليكم
عمري 38 سنة، وابني عمره 5 سنوات، قدمت له في الحضانة، وقالوا لي: إنه متأخر في الكلام عن عمره بسنتين، ومحتاج لجلسات تخاطب، وبالفعل بدأت معه الجلسات، ومن هذا اليوم وأنا في اكتئاب شديد وتأنيب ضمير، أني قصرت مع ابني، بتركه أمام الهاتف لساعات طويلة.
أنا أقوم بفروض الصلاة بصعوبة، وليس عندي القدرة بالقيام بأي من واجباتي، وعندي حالة نفسية صعبة، وأبكي دائما، وأسأل نفسي: هل ابني سيتكلم مثل من هم في سنه؟ وهل سيتكلم ويتعلم أساسيات التعلم قبل دخوله للمدرسة، أم سيظل متأخرا عن أقرانه؟ أتمنى أن تطمئنوني.
لا أعرف كيف أخرج من حالة الاكتئاب، فأنا دائما أدعو على نفسي بالموت، مع العلم أن نفس هذه الحالة كانت عندي أثناء الحمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.
قطعا هنالك مبالغة شديدة لمشاعرك السلبية هذه، وما وصفته بحالة الاكتئاب الشديد، وأنك تدعين على نفسك، هذا خطأ، والإنسان إذا ارتكب خطأ لا يعالجه بخطأ أكبر منه، ومن وجهة نظري أصلا أنت لم ترتكبي خطأ؛ لأن كثيرا من الأطفال الذكور يكون الكلام لديهم متأخرا، وهنالك من تكلم بعد عمر خمس سنوات، ويقال: إن ألبرت أينشتاين العالم الكبير المعروف لم يتكلم إلا بعد أن وصل عمره خمس سنوات ونصف، وحين سئل مؤخرا لماذا لم تتكلم قبل هذا العمر، فقال: (أصلا لم يوجد شيء لأتكلم عنه).
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: الحمد لله الآن ابنك تقدمت به إلى الحضانة، وهم أرشدوك للمقابلة في جلسات التخاطب، وهذا أمر ممتاز جدا. لا تحسي أبدا بتأنيب الضمير، فكل شيء مكتوب ومقدر حتى العجز والكيس، فليس هنالك خطأ حقيقة، وهذه الأشياء كثيرا ما تحدث.
هذا الابن -حفظه الله- الآن يمكن تدارك مشكلته، وأصلا من الجائز جدا أنه من الفئة التي تنطق متأخرة، (30%) من الأطفال الذكور يتكلمون في سن متأخرة، هذا أمر علمي معروف، ولا شك في ذلك.
فالآن مع جلسات التخاطب دعيه يختلط بالأطفال الآخرين، الأطفال من أقربائكم أو جيرانكم، وأنا من وجهة نظري أن ينضم إلى الحضانة، ليتفاعل مع الأطفال الآخرين، ويكون هدف الحضانة في هذه الحالة هو أن يتعلم من الأطفال الآخرين.
أرجو أن تخضعي تفكيرك هذا للمنطق، لا يمكن أن تقفزي بأفكارك ومزاجك ووجدانك هذه القفزة السلبية الكبيرة، هذه طفرة سلبية كبيرة جدا، لم تعطي نفسك أبدا الفرصة لأن تنظري للأمور بمنطق، أرجو أن تنظري للأمور بمنطق وعقلانية، واجتهدي في أن يتعلم ابنك النطق، من خلال الممارسات المعروفة، ومشاعرك هذه مبالغ فيها.
أن يترك الطفل أمام الهاتف؛ هذا أمر شائع في هذه الأيام، وما دام ابنك كان يتفاعل مع الهاتف، فهذا دليل على أنه لا يعاني من أي مرض خطير، كمتلازمة التوحد مثلا.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: علاج حالتك هو أولا أن تستغفري الله تعالى في الدعاء غير المشروع الذي تحدثت عنه، وخذي بيد ابنك، واسألي الله أن يحفظه، وأن يفك هذه العقدة من لسانه، واجتهدي في أن يتعرض الطفل لمسائل التعلم والمخاطبة، وهي متاحة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.