أود دراسة الشريعة وترك تخصصي الهندسي، فما توجيهكم لي؟

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابة، عمري 27 سنة، درست الهندسة، وعملت في المجال منذ تخرجي إلى اليوم مدة 4 سنوات، ولكن منذ تخرجي، وبدء العمل بالشركات (عملت في 3 شركات) لم أشعر بالرضا تجاه نفسي وعملي، ولا أشعر أن عملي له فائدة حقيقية للمجتمع، إنما أشعر بأن عملي هو فقط ليستفيد منه أصحاب الشركات ماديا، وعدا عن ذلك فدائما ما تحدث مواقف تخص النزاهة في العمل، وفيها إثم، ولا ترضي الله، ولكنني لا أستطيع التصرف؛ فأنا لست صاحبة القرار، وإنما هي أوامر من أصحاب العمل، يجب علي اتباعها، ولو أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر لا يتم العمل كما يرضي الله، ولم يعد لدي القدرة على التحمل، فهل يقع علي إثم في هذه النقطة؟

أعلم أن الله أمرنا بإعمار الأرض، ولكن بنفس الوقت هذا فرض كفاية، والمهندسون كثر، فهم ليسوا بحاجة لي، (بمعنى لو تركت العمل بالهندسة لن يحصل ضرر على المجتمع)، فهل هذا التفكير صحيح؟ وهل يقع علي إثم إن تركت العمل في مجال الهندسة؟ مع العلم أنني أصبحت لا أتقن عملي بسبب انعدام الرغبة.

بعد إلهام الله وفضله ثم التفكير قررت أن أترك العمل بالهندسة (لم يعد لدي رغبة في العمل في هذا المجال)، وقررت أن أسجل في الجامعة بكالوريوس في كلية الشريعة، وأكمل في هذا الطريق من ناحية اكتساب العلم والعمل فيه، أشعر أن هذا هو هدفي الذي أريد أن أقضي عمري فيه، ولكن ازدادت الوساوس، والأوضاع المادية صعبة نوعا ما، وعدا عن ذلك، فأنا لدي شعور بالخوف من هذه الخطوة، ولكن رغبتي في دراسة الشريعة شديدة، ورأيي ثابت فيها، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحب أن نؤكد أن دراسة الشريعة نافعة جدا لأي امرأة، ولأي رجل، والمرأة تنتفع من دراستها في الشريعة ومن دراستها في التربية في نفسها، وفي حسن رعايتها لأبنائها، وفي معرفة حقوق زوجها، وفي دعوة أخواتها إلى هذا الخير.

ونؤكد أيضا أن كل عمل شريف مقبول من الناحية الشرعية، وتقدير الأمر متروك لك، أما وقد بدأت دراسة الأمور الشرعية، فنسأل الله أن يعينك، وإذا كان أيضا لديك رغبة في أن تعودي لبعض العمل في مجال الهندسة، فالمجتمع بحاجة لأمثالك من الناصحات، ممن ترفض التجاوزات في هذه الأعمال التي ينبغي أن نراقب الله تبارك وتعالى فيها، فلو أن كل إنسان حريص على الخير، حريص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، انسحب من ساحة العمل، فسيبقى بعد ذلك من يخدع الناس، ويلحق بهم الضرر.

وبالتالي نحن بحاجة إلى موظفين وموظفات يراقبون الله تبارك وتعالى في السر والعلن، وننصح دائما في مثل هذه الخطوات بمشاورة الخبراء والأساتذة، والذين يعرفون قدراتك، ويعرفون الفرص المتاحة أمامك، ودائما القرار الصحيح يأتي من دراسة شاملة، والنظر في البدائل، والتأمل في عواقب الأمور، ومآلاتها، ومشاورة أقرب الناس إليك، ومعرفة هل هذا القرار تتضرر منه الأسرة؟ وهل هناك إمكانيات لإكمال الدراسة؟ ونتمنى أن يكون كل ذلك قد أخذ في الاعتبار.

أما وقد دخلت مجال الشريعة، فلا نستطيع أن نقول إلا: تقدمي، واجتهدي، وحافظي أيضا على العمل الأول، إذا كان لك خبرة فيه، والإنسان عليه أن يعمل، والعمل له أهداف منها الكسب الشرعي، منها نفع الناس، منها تقديم خدمة للمجتمع إلى غير ذلك من الأشياء الكبيرة، وأعظم الناس أجرا من يضيف إلى ذلك، فيجعل عمله هذا خالصا لوجه الله، وعندها يأخذ الأجر العظيم، ونحن بحاجة إلى أن نعرف فقه النية، والنية في العمل أن أكسب رزقا حلالا، وأن أساعد الناس، وأن أتقرب إلى الله بإتقان العمل، وبالنصح للناس..، إلى غير ذلك من النيات التي يمكن إذا وضعها الإنسان أن يجد من ورائها الحسنات الكثيرات، ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.

مواد ذات صلة

الاستشارات