تخيلاتي المفرطة لدرجة الهوس تشعرني بالجنون!

0 4

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من تخيلات مفرطة لدرجة الهوس، فعلى سبيل المثال: قرأت قصة من صنع الخيال، كأني بطلة هذه القصة، وصار الموقف كأنه معي أو مع غيري، وبدأت بنسج الخيال، أو حتى أي شيء شاهدته أو رأيته أتخيله كثيرا، والمشكلة تكون تخيلات مع أبطال القصة.

أعاني من هذه المشكلة منذ الابتدائي، وحاليا أنا في الجامعة، وهذه المشكلة أثرت على علاماتي الدراسية، وأنا أسبق الأحداث قبل حدوثها وأتخيلها، وأشعر أني أعصي الله تعالى؛ لأني أفكر في الغيب، وأشعر أني بدأت أصاب بالجنون، وحاولت عدة مرات عدم التفكير، وأحيانا أشعر أني أريد البكاء، وأصبحت أغضب كثيرا، وأصاب بالاختناق، وأحيانا أفكر في الانتحار، ثم أستغفر الله.

أصبح حالي لا يعجبني من كثرة هذه التخيلات التي تملأ رأسي، وأشعر أنها ثقيلة، فأرجو تشخيص حالتي، هل هي حالة مرضية أم لا؟ وهل هي حالة خطرة تستدعي الذهاب إلى طبيب نفسي أم لا؟

مع العلم أني خجولة، ولست منعزلة، وأخالط الناس، ولا أعاني من مشاكل عائلية كبيرة.

شكرا على إتاحة المجال للاستشارة والاستفسار، ووفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dihia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخيال هو وسيلة نفسية دفاعية يستخدمها الإنسان لإحداث التوازن النفسي في تحقيق رغبات أو أمنيات قد يصعب تحقيقها فى الواقع، أو استدعاء أحداث في الماضي، وتخيل التصرف فيها بطريقة مختلفة؛ للتغلب على الشعور بالضعف، والقهر، والانتقام للذات.

وقد يكون الخيال خيالا إيجابيا في التخطيط والاستفادة من دروس الماضي، أو التطلع لمستقبل أفضل، أو حتى التغلب على الإجهاد النفسي بسبب مواجهة صعوبات الحياة، ويحدث هذا غالبا في الشخصيات التى تميل إلى الانطواء، وتميل إلى الانسحاب الاجتماعي، وعدم القدرة على المواجهة، وعدم التعبير عن الرأي، أو الخوف من الفشل، أو التعرض للنقد، وأيضا ضعف الثقة بالنفس.

أحيانا يتحول الخيال إلى ظاهرة مرضية كنوع من الاضطرابات النفسية، مثل: الوسواس القهري، من اقتحام أفكار مزعجة، والاسترسال فيها لوقت طويل على حساب أشياء مهمة يجب القيام بها فى الواقع، ويؤدي ذلك إلى عدم القدرة على السيطرة على هذه الأفكار، وما يتبعها من الشعور بالذنب ولوم الذات، والشعور بالاكتئاب، كما هو الحال فيما تعانين منه؛ ولذلك يجب عليك البدء فى العلاج النفسي فى أقرب وقت، وذلك من خلال زيارة أحد المراكز المتخصصة فى الصحة النفسية.

والعلاج يشمل جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT)، وبناء الثقة بالنفس، والتغلب على الأفكار السلبية، وتغيير نمط السلوك، واتباع أساليب حياة صحية.

ويلعب العلاج الدوائي دورا مهما فى علاج أعراض الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق النفسي؛ من خلال العقاقير المضادة للاكتئاب (Antidepressants)، وهى كثيرة ومتنوعة، وآمنة وفعالة، لكن يجب استخدمها تحت إشراف طبي مباشر، ومعظم الحالات تستجيب استجابة جيدة كلما كان العلاج مبكرا، ومستمرا.

ندعو الله لك بالشفاء التام والعاجل.

مواد ذات صلة

الاستشارات