السؤال
السلام عليكم
أنا خاطب لفتاة، وأهلي ليسوا راضين عنها، ولم يذكروا السبب، وكنت متشبثا بها، وهي كذلك؛ لأننا أحببنا بعضنا، وفجأة قالت لي أختي إن الفتاة وأمها تقومان بعمل السحر لي، وقلت لها: هذا مستحيل، لكني فجأة أصبحت متبلد المشاعر نحو الفتاة، وفهمت أني تغيرت، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ولدنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.
نصيحتنا لك - ولدنا الكريم - أن تطيع أهلك، فإن الوالدين طاعتهما واجبة؛ لأن الله تعالى أمر ببرهما، والبر معناه: فعل كل شيء يدخل السرور إلى قلبيهما، والعقوق بعكسه، وقد قرر علماء المسلمين أنه يجب على الولد أن يطيع والديه إذا منعاه من الزواج بامرأة معينة؛ لأنه يتمكن من الزواج بغيرها، وربما كان قرار أهلك مستندا إلى خبرة بالناس ومعرفة بهم، فهم أقدم منك سنا، وأدرى بالحياة وأعرف بأهلها، ومع هذه الخبرة بالحياة وأهلها هم أرحم الناس بك، وأحناهم عليك، وأحرصهم على مصالحك.
فلا ينبغي أبدا أن تهمل وجهة نظرهم، واعلم أن الله تعالى قد يقدر لك الخير في ما أنت تكرهه، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [سورة البقرة:216].
وأما ما ذكرته من كونك تشعر بتبلد المشاعر، وتشك أنك مسحور ونحو ذلك، فنصيحتنا لك أولا ألا تقع أسيرا لأوهام السحر، فإن هذا الوهم لا يزيدك إلا وهنا وضعفا، ولا يملأ حياتك إلا كآبة وخوفا، فلا ينبغي أن تعتني كثيرا بهذه الأوهام، ولكن الموقف الشرعي الصحيح هو أن تتحصن بذكر الله تعالى، وأن تحافظ على أداء فرائض الله تعالى عليك، فتحافظ على الصلوات في أوقاتها، وتعتني بأذكار اليوم والليلة، كأذكار الصباح وأذكار المساء، فإن هذا كله يحصنك ويمنع عنك شر شياطين الإنس والجن -بإذن الله-.
والرقية الشرعية تنفع الإنسان مما نزل به من الشر وما لم ينزل به، فينبغي أن تستعمل الرقية الشرعية في حدود طاقتك، وتقرأ ما يتيسر لك من القرآن الكريم مثل سورة الفاتحة، والآيات التي فيها ذكر السحر وإبطاله، وهذا يمكنك أن تتبعه من خلال أي برنامج فيه القرآن الكريم، فتقرأ الآيات التي فيها ذكر للسحر وإبطاله، وتقرأ آية الكرسي وتكثر منها، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص {قل هو الله أحد} والمعوذتين: {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}، تكثر من قراءة هذا كله، وتقرؤه على ماء، وتشرب من هذا الماء وتغتسل به، وستجد أثر ذلك - بإذن الله تعالى - عليك وعلى حياتك.
وإذا استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية من الصالحين الثقات، الذين يعرفون بسلامة تدينهم وابتعادهم عن الخرافات والدجل والشعوذة، إذا استعنت بمن يحسن الرقية الشرعية، فإن هذا أمر جائز، وهو من الأخذ بالأسباب لدفع المكروهات.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.