مشكلة التسرع في الإجابة على أسئلة الامتحان وكيفية علاجها

0 452

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا طالبة في الجامعة أعاني من عدة مشاكل، فأنا أحب تخصصي كثيرا وأفهمه جيدا 100%، صدقني لا أخرج من المحاضرة إلا وأنا فاهمة لكل شيء، وأشرح لزملائي بكل صدر رحب، وكل طاقتي، لكن مشكلتي أنني متسرعة جدا بالامتحانات، وكل مرة أقول أنني سأضبط نفسي ولكن لا أستطيع، أرى الخطأ صحيح، ثم عندما أراجع نفسي بعد فترة أنا نفسي أستغرب من إجابتي وأنزعج، فما الحل؟!

كما أن هناك مشكلة أخرى هي أنني حساسة جدا، وأدقق على كلام الغير كثيرا، وخاصة خوالي وأنا أعلم أن هذه الصفة بي، ولكن لا أدري ما الحل؟

أرجو منكم إرشادي إلى الطريق الصحيح وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Iqbal حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هنالك مكونات أساسية للأداء الجيد والأداء الحسن، خاصة في الامتحانات:

أولها: الاستعداد التام للامتحان وذلك بالمذاكرة والإجادة.

ثانيا: أن تكون هنالك نوع من راحة البال، ولا بأس من وجود بعض القلق؛ لأن القلق طاقة نفسية مطلوبة من أجل النجاح وتحسين الدافعية والتحفز لدى الإنسان.

أنا أقتنع تماما بأن سرعة الفهم من الأشياء المهمة للاستيعاب، ولكنها ليست كل شيء، أنت الحمد لله جيدة وتفهمين بشكل ممتاز، والذي أود أن أنصحك به هو التمهل في القراءة ومراجعة الدروس حسب برامج موضوعة، وذلك بناء على الأسبقيات التي تتطلبها المواد المختلفة.

ثالثا: لابد لك من حل اختبارات سابقة بصورة متكررة، وعليك أن تلتزمي بضوابط الزمن المتاح لهذه الاختبارات، بمعنى أن تحلي الاختبارات مع التركيز والاقتناع بأنك في وضع الامتحان الحقيقي.

رابعا: عليك توزيع الزمن في أثناء الامتحان الأساسي، والأشخاص المتعجلين دائما ننصحهم بعدم المراجعة الكثيرة للامتحان أو لأجوبتهم، ولكن ضرورة قراءة السؤال بصورة جيدة وتوزيع الزمن بين الإجابات؛ بمعنى إذا كان كل سؤال يتطلب عشر دقائق، لابد أن تقضي في الإجابة على هذا السؤال ثمانية دقائق على الأقل، ولا تنتقلي مطلقا لإجابة السؤال الثاني حتى لو قضيت خمس دقائق فقط في السؤال الأول.

إذن: يجب أن تعطي كل سؤال وقته المحدد، هذه طريقة فعالة وممتازة وسوف تقلل من الارتباك والعجلة ولن تحوجك مطلقا للرجوع والمراجعة حيث تكثر الأخطاء.

من الأشياء المطلوبة أيضا هي عدم السهر في ليلة الامتحان، ومحاولة الاسترخاء بقدر المستطاع.

أنت ذكرت أنك ربما تكونين حساسة بعض الشيء، وربما تكون أيضا درجة القلق العام مرتفعة لديك، وفي هذه الحالة لا مانع من أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، وهذا العلاج يعرف باسم بوسبار، أرجو أن تتناوليه بجرعة 5 مليجرام صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه، وبعد ذلك الرجوع لتناوله مرة أخرى وبنفس الجرعة وذلك أسبوع قبل بداية الامتحان، ثم يمكنك التوقف عنه بعد نهاية الامتحان.

إذا كان لديك أي تسارع في ضربات القلب بشدة مزعجة في بدايات الامتحان، فلا مانع من تناول عقار آخر يعرف باسم إندرال، والجرعة هي 10 مليجرام صباحا ومساء في أيام الامتحانات.

سيكون من المفيد لك أيضا محاولة الاسترخاء وذلك بإجراء تمارين التنفس، والتي تتمثل في الاستلقاء في مكان هادئ، مع غمض العينين وفتح الفم قليلا، والتأمل في شيء طيب وجميل، ثم أخذ شهيق عميق وبطيء، يعقبه الزفير ويكون بنفس الشدة والبطء، كرري هذا التمرين أربعة إلى خمسة مرات في اليوم، سوف تجدين -إن شاء الله- أنه قد أفادك كثيرا، وقلل من التسارع والعجلة وتشتت الأفكار.

أسأل الله لك التوفيق، وأرجو أن أؤكد لك أنك لست بمريضة؛ فقط عليك استعمال طاقاتك النفسية بصورة أفضل، وذلك باتباعك للإرشادات السابقة وتناول العقار الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات