تعرضت لظروف جعلتني حزينة وأخشى تناول الأدوية النفسية!

0 6

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة بعمر ٣٤ عاما، غير متزوجة، وملتزمة بفضل الله، وأحضر دروس القرآن والعلوم الشرعية.

تعرضت لصدمات كثيرة في بيت أهلي آخر٤ سنوات، وصرت في الآخر متعبة وحزينة جدا، وأقل موقف يعمل فورانا في جسمي، وقلبي يؤلمني، ولا أنام، وإذا نمت فأي صوت يوجع قلبي ويفزعني.

لا تزال نفس الظروف في البيت كما هي، وأعاني من الخذلان والظلم، وقد حاولت كثيرا أن أعتمد في ذلك بالقرب من الله، وأن أرضى بحكمه، ولكني في مرحلة لا أستطيع التحمل، وأكون حزينة جدا، وأحتاج للحب، ولا أجد طعما لأي شيء، ولا شيء يفرحني، وأعاني من عدم الاستقرار الذي أشعر به في البيت.

ذهبت لطبيب، وكتب لي (كواتيبين) وذهبت لطبيب آخر، وكتب لي (لاميكتال) وتشخيص اضطراب وجداني.

أنا مشتتة جدا، وكنت أتمني أن لا أدخل في جسمي هذه الأدوية، وأخشى أني لما أتركها يحصل لي صرع حقيقي، أو ذهان؛ لأن الأدوية المذكورة لعلاج الذهان والصرع.

أخشي أن أستمر عليها، وأتعود عليها، وأضطر طول حياتي عند أي ابتلاء تناولها، أو أن تؤثر على الأعصاب، وآخذها لفترة، وأصير عرضة أكثر لمرض الصرع أو الذهان.

هل أخذ الأدوية ولو بنسبة قليلة لهذه الأمراض يجعلني عرضة للمرض أكثر؟ وهل ممكن لي أن أصبر، وبالدعاء يزول المرض؟ لأنها نفسية، وكنت من قبل بخير من دون هذه الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك –أختنا الفاضلة– في موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح.

أختي الفاضلة: إن تناول هذه الأدوية لا يجعلك عرضة للإصابة بهذين المرضين (مرض الصرع أو مرض الذهان)، وإن كانت هذه الأدوية تستعمل لعلاج هذه الحالات، ولكن بجرعات صغيرة تعالج حالات القلق.

كنت أتمنى لو ذكرت لنا ما التشخيص الذي وضعه الطبيب الأول والطبيب الثاني؟ لأنني دوما أقول: (ما في تشخيص، ما في علاج) أي أن العلاج يجب أن يقوم على التشخيص الدقيق.

أختي الفاضلة: ليس بالضرورة كل من يعاني من مشكلات أسرية أن يلجأ إلى العلاج الدوائي، وواضح من سؤالك أنك غير متشجعة على أخذ هذه الأدوية النفسية، وأنا كذلك؛ لأن مما ورد في سؤالك يشير إلى مشكلات معيشية أسرية، وشيء من الظلم أو سوء المعاملة داخل الأسرة؛ حيث إنك حرمت من الرعاية والحب والحنان داخل الأسرة.

هذا الحال ليس بالضرورة أن علاجه بعلاج دوائي، ولكن يمكن أن يكون عن طريق العلاج النفسي عن طريق الكلام، بأن تأخذي موعدا مع أخصائية نفسية، ليس طبيبا نفسيا، وإنما أخصائية نفسية (Psychologist) لتجري معك عدة جلسات تقويك من خلالها، وتشد من عزمك لتتابعي حياتك بشكل صحيح؛ مما يجعلك أكثر عرضة للنجاح، سواء في حياتك الذاتية أو الأسرية أو الاجتماعية، أو حتى المهنية، وخاصة أنك خريجة هندسة، وهذا باب واسع لتتحصلي من خلاله على عمل يخرجك من هذه المعاناة النفسية، ولعله مع الوقت يصبح عندك استقلال أكثر بنفسك؛ مما يساعدك على تحسين الظروف المعيشية التي تعيشينها.

أختي الفاضلة: هذه نصيحتي لك، ولكن كما هو واضح من سؤالك أنك واعية، على أنك إذا قررت إيقاف الأدوية هذه أن يكون الأمر بالتدريج، كي تتجنبي الأعراض الانسحابية، ولكن أطمئنك أخذك للدواء لن يزيد من خطورة تعرضك للاضطرابات النفسية، وكذلك إيقافك للدواء بشكل تدريجي مناسب يمكن ألا يكون محفوفا بالمخاطر.

أدعو الله تعالى أن يخفف عنك ما أنت فيه، وأن يلهمك أن تأخذي موعدا مع أخصائية نفسية لتستبدلي الجلسات بدلا من العلاج الدوائي.

أقول هذا بناء على ما ورد في سؤالك، ولكن إن كانت هناك أمور أخرى تعانين منها –والتي بناء عليها وصف لك الأطباء هذه الأدوية– فهذا أمر آخر يجب علينا معرفته.

داعيا الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات