السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب جامعي ملتزم والحمد لله، أود السؤال عن الحب، أو بالتحديد وبشكل مباشر، أحببت فتاة زميلتي في نفس عمري، والسبب ليس للجمال بل لأني وجدتها ذات أخلاق، ودين، وعلم، بعيدة عن المحرمات من تبرج، أو أي شيء آخر، التزامها كامل تقريبا؛ لأن الكمال لله وحده، لذلك كان حبي لها، ولكن لا أعرف أحس أن عقلي يفكر ما يفكر فيه الكبار بكون عمري هو 19 سنة.
وحبي لا أظنه أعمى لأنه تحت تحكيم العقل وليس القلب، وأرغب بالفعل بالارتباط بها مستقبلا لتكون زوجة صالحة، وأما صالحة لأولادي إذا أراد الله.
المشكلة أن أحوالي المادية مستورة والحمد لله، لكنها لا تسمح لي حتى لشراء خاتم بسبب الديون وكثرة أفراد العائلة، أنا أول جامعي في المنزل، وهنالك إخوتي من بعدي مما يجعلني مرغما على أن أبني نفسي بنفسي، وأنا متوكل على الله بأن يوفقني.
فما رأيكم بهذا الشعور؟ هل أبقيه في قلبي ولا أصارح به أم أصارح به الطرف الآخر أم أن هذا حب مراهقين (أعمى)؟ مع إيماني بالقدر والنصيب، لكن أنا من النوع الذي قد أفقد صبري إذا تحرك شعوري وازداد اضطرابه.
فبماذا تنصحونني؟ وما هو الحكم أو موقف الإسلام؟
وفي النهاية أسأل الله أن يوفقني إلى كل ما هو خير لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ Al-mothafar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.
فهنئيا لك بالالتزام، ومرحبا بك في موقعك مع الآباء والإخوان، وشكرا لك على تكرمك بالسؤال، ونسأل الله أن يرزقك الوظيفة الحسنة والصالح من الأعمال.
ونحن نتمنى أن يعرف الآباء الكرام أن حاجة أبنائهم للعفاف لا تقل عن حاجتهم للشراب واللباس والطعام، ورحم الله رجلا صان أولاده عن الحرام، وأعانهم على الزواج والالتزام، وقد قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علم الرجل ولده القرآن، وزوجه، وحج به البيت الحرام، فقد خرج من حقه) وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عليه عن هذا الأمر فقال: (يجب على من ملك الاستطاعة أن يزوج أولاده الذكور وأن ييسر زواج بناته).
ونحن نقترح عليك أن تفرض رغبتك على والدتك، أو أحد أعمامكن أو على إمام المسجد إن كان الوالد يتأثر بكلامه، مع ضرورة أن يشعر الوالد بجديتك في البحث عن عمل، وبقدرتك على تحمل المسئوليات، فإن الزواج مسئولية وليس المال وحده هو المطلوب، وإن كان المال كما قيل: عصب الحياة.
وحبذا لو شاركك الوالد والوالدة في الاختيار، وطلبوا يد العاقلة صاحبة الدين ذات الرحم أو بنت الجار، فإن ذلك مما يعينك على النجاح بعد توفيق الكريم الفتاح.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الزوجة تأتي برزقها الذي كتبه الله الرازق، وإن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأننا نرزق بضعفائنا، بذكرهم وصلاتهم وإخلاصهم، وأن الواجب علينا هو الاجتهاد في العبادة والصلاة، وقد قال الله لنبيه: (( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ))[طه:132].
والمسلم عليه أن يعمل بالأسباب، ويتوكل على الوهاب، قال تعالى: (( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ))[الملك:15] وقال سبحانه: (( وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ))[مريم:25].
فعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب من دعاه، وزيادة البر لوالديك، وحسن العرض لمسألتك، ونسأل الله أن يوفقك.