السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي صديقة أصغر مني بأربع سنوات تقريبا، -والحمد لله- أنا وهي منقبات وعلى سنة الله ورسوله، ومن خلال حديثي معها كنت أتعجب من كلامها، ولا أدري إن كنت أنا على خطأ أم هي متشددة؟ لو كنت مخطئة فأرجو نصحي، وإن كانت صديقتي متشددة فكيف أنصحها؟
كانت تحادثني في أحد الأيام على الهاتف، وقاطعني ابن خالي الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، فقلت لها: أكملي إنه ابن خالي، فقالت: كم عمره؟ قلت: 9 سنوات تقريبا؟ فقالت: كيف أكمل ألا تدرين يحرم عليك الحديث مع أي ولد ما دام تجاوز عمر 7 سنوات من عمره؟ فقلت: هذا في المذهب الحنبلي، وأنا على المذهب الشافعي، فقالت: لكن الأفضل أن لا تظهري عليهم، فجاريتها في الكلام لأني لم أكن أعرف إذا كنت مخطئة أم هي متشددة.
وفي إحدى المرات تقابلنا وغيرت لباسي الشرعي كثيرا، وجعلته فضفاضا -والحمد لله-، لكنها قالت لي: هل هذه عباءة؟ قلت: لا إنها ملحفة كتف، فقالت: ولم لا تكون على الرأس؟ فقلت: أمي لا توافق، فقالت: لباسك ليس بالمواصفات الشرعية، فقلت: لماذا فهو ساتر وغير شفاف وطويل وواسع وغير ملفت للنظر، ولست معطرة، فأين المشكلة؟ فذكرت لي بعض الآيات والأحاديث، وقالت: ذكر في السنة أن زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كن يلبسن ملاءة من أعلى الرأس حتى القدمين، كلامها كان مقنعا، ولكني تجاهلته لأني لا أعرف إن كنت على خطأ أم على صواب.
وفي مرة أخرى قالت لي: ما نوع قماش ملحفتك؟ فقلت: لا أدري، اشتريته جاهزا، فقالت: يجب أن تستخدمي قماش كذا، فقلت: لماذا؟ المهم أن نقابي وخماري وملحفتي يستروني.
أرجو منكم أن تفيدوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة-، وشكرا لك ولصديقتك على التناصح على الخير والمناقشة في مثل هذه الأمور المهمة التي تفيد من الناحية الشرعية.
لا شك أن ابن الخال الذي عمره 9 سنوات لم يبلغ، ولكن لا بد أن تكون هناك حدود طبعا؛ لأن ابن الخال وابن العم هؤلاء من الأجانب، والأجنبي هو الذي يجوز له أن يتزوج الفتاة.
إلا أن الطفل المذكور لم يبلغ المرحلة التي يمنع منها الكلام، وحتى مع الكبار إذا اضطرت أن تتكلم فإنها تتكلم ولكن بدون خلوة، وتكون محتشمة حشمة كاملة، ومتسترة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك ويعينها على الالتزام بهذا الشرع الحنيف.
بالنسبة للعباءة أيضا الأكمل أن تكون على الرأس، لكن المهم إذا كانت هذه العباءة ساترة ولا تفصل الجسد، والأصل فيها قول الله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) كأن الإدلاء شيء من أعلى يتدلى ليغطي الرأس ويغطي الصدر، وهذه ميزة العباءة التي على الرأس أنها أستر، وأنها لا تبين معالم الجسد، خلاف التي تكون على الكتف.
وعموما اللبس الشرعي هو الذي يحقق شروط المطلوبة: أن يكون ساترا، أن لا يكون زينة في نفسه، أن لا يشبه لباس الكافرات، أن لا يكون ضيقا، أن لا يكون شفافا، أي إذا وجدت هذه الشروط فأرجو أن لا يكون هناك حرج، ولكن لا مانع دائما أن الإنسان يحسن زيه، ويخشى في صلاته، الزي والحجاب شرعي، فكل ما جودت الفتاة حجابها ليكون أستر، فذاك أكمل وأقرب إلى إرضاء الله تبارك وتعالى.
نكرر سعادتنا بهذه المناقشات التي تدور حول هذه الأمور، ونسأل الله أن يعينكم دائما على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وهنيئا لك بهذه الصديقة، وهنيئا لها بك، وأنتن تتناقشن في ما يرضي الله تبارك وتعالى، نسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.