أشعر بالحزن لأن صديقتي ابتعدت عني وتعرفت على أخرى!

0 19

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قريبة من صديقتي في الجامعة، وكنا نعين بعضنا للتقرب إلى الله عز وجل، ولكنها أخبرتني بعد نحو ثلاث سنوات أنها لا تشعر بقربنا لهذه الدرجة، رغم حبها لي، وابتعدت عني في الجامعة، وأصبحت تقضي وقتها برفقة صديقة أخرى.

شعرت بالحزن، ومن ثم الغضب، وتمنيت أن تشعر هي يوما بما أذاقتني، ولكن لم يحصل شيء، بل هي حياتها سعيدة برفقة صديقتها، وأنا أقضي وقتي أحيانا بمفردي، وأتمنى أن يعوضني الله.

لماذا لم يحدث في حياتها شيء مثلما فعلت لي؟ لا أعلم! هل من الخطأ أن أتمنى أن تشعر بما فعلته لي؟ لقد تأذيت كثيرا منها، خصوصا أن بيننا أصدقاء مشتركين، لا يعلمون بشأن ما حدث بيننا، وأحزن عندما أراهم يتحدثون معها، ولا يعلمون ما أحدثته من حزن في قلبي.

ماذا علي أن أفعل؟ وكيف أفكر؟ خصوصا أن لي أصدقاء في الجامعة، ولكن لا أشعر أنني أتقرب إلى الله برفقتهم، مثلما كنت أفكر معها، هم محترمون ولكن قربهم إلى الله ليس كما أطمح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحيي وفاءك للصديقة رغم أنها لم تقابله بالوفاء، ونسأل الله أن يعوضك خيرا، ونحب أن نؤكد لك أن الصداقة الناجحة المطلوبة هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، قال العظيم: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، فنسأل الله أن يرزقك بصديقة صالحة، تعينك على طاعة الله إن ذكرت، وتذكرك بالله إذا نسيت، وتتعاقد معك على النصح، والتواصي بالحق والصبر عليه، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

لا داعي للحزن على هذه الصديقة، و-الحمد لله- ستجدين غيرها صديقات، واحرصي دائما على أن تتقربي إلى الله تبارك وتعالى، وتحبي الزميلات جميعا، وتزيدي في محبة الصالحات منهن، واعلمي أن البحث عن الصديقة قد يحتاج إلى وقت، لكن المؤمنة مطالبة أن تعامل الجميع معاملة حسنة، حتى تتبين لك الصديقة التي تصلح لتعينك على الفلاح والنجاح، وإلى النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.

بالنسبة لهذه الصديقة؛ أرجو أن لا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، ونحن نقدر مرارة ما حصل، لكن هذا درس ينبغي أن تستفيدي منه، رغم مرارته، وعليك أيضا أن تحرصي على الاستمرار في التقرب إلى الله، والاجتهاد في دراستك، والتواصل مع الصديقات الأخريات، فليس من مصلحة الفتاة أن يكون لها صديقة وحيدة، بل ينبغي أن يكون لها عدد من الصالحات، تجتهد في التواصل معهن والتواصي معهن بالخير والحق كما أشرنا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

تمني لها الخير، فإذا قصرت فلا تقصري، إذا هي لم تقم بما عليها فأنت قومي بما عليك، ولتبق شعرة العلاقة بينك وبينها، وبين جميع الزميلات، ونسأل الله أن يوفقك وأن يرفعك عنده درجات، وأن يعينك على تجاوز هذا الموقف، وننصح بعدم الوقوف عنده طويلا، فستعرف هذه الصديقة وغيرها قيمتك، فاحرصي على أن تكوني على كامل الأخلاق وعلى الستر والحجاب، وعلى طاعة الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

اعلمي أن الطريق إلى قلوب الناس إنما يكون بطاعتنا لله، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)، فاسألي الله أن يحببك لزميلاتك وأن يحبب إليك الصالحات منهن، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات