نصيحة لفتاة تعاني من هجر صديقتها لها بسبب سوء فهم حدث بينهما

0 420

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستشيركم في أمر صديقتي التي آخيتها في الله، وتعاهدنا على حمل كتاب الله، وحفظنا إلى الآن ستة أجزاء؛ بحمد الله وتوفيقه. كانت شخصية راقية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، تميزت بصدرها الرحب وحنانها المتدفق من قلب صادق!

وكنت أتعامل معها ببساطة شديدة على طبيعتي، وهذا ما ميزها عندي، ولكن قدر الله قبل أيام كنا جالسين فأردنا أن نطلب من أحد المطاعم، فاتصلنا على الدليل وأعطانا رقما خاطئا، فعاودنا الاتصال وهاتفته هي، وطلبت اسم المطعم بدون أن تحدد مكانه، فأعطاها نفس الرقم، ووقتها قلت لها: لماذا لم تحددي المكان حتى يعطيك رقما آخر؟ وذلك بانفعال بسيط؛ كردة فعل وسارت الأمور على ما يرام.

وبعد أن انتهى اليوم فوجئت بإغلاقها للجوال ورفضها الدوام باليوم التالي، فظللت يوما كاملا أتصل بها ولا مجيب، فانشغلت جدا جدا! لأنها معي دائما، وبعدها اتصلت بها بمحاولات لا داعي لذكرها، فردت بطريقة لم أعهدها، وفيها من الجفاء ما فيها، وأخبرتني بأنها مجروحة مني إلى حد أنها مريضة جدا! وأن الموقف - الذي ذكرته لكم - هو الذي جرحها!

وكان حوارا عقيما بيننا، لم ينتج عنه سوى جراح تضاعفت! لكني حاولت إقناعها رغم صدمتي بموقفها، وأنهت المكالمة؛ فتألمت جدا وتعبت نفسيتي إلى حد لم أتوقعه؛ لأني لم أعتد جرح أحد.

والتقيت بها في الفترة المسائية، وكانت شخصية أخرى مختلفة عن التي عرفت! فأصابني من الهم ما أصابني، ولم أقو على التحدث إليها (بدون الدخول في التفاصيل)، فطلبت مني أن أمهلها أياما؛ كي تنسى ثم تعود إلى طبيعتها، فلم أرض لأنه كلما زادت الفترة، ستقسو قلوبنا!

فأخبرتني أن هذه طبيعتها، أنها إذا جرحت من شخص تحبه تبتعد عنه أياما ثم تعود إليه أفضل مما كانت ( هذه وجهة نظرها هي وأنا أختلف معها بالطبع!).
بالنسبة لي، بما أنها أختي وبيني وبينها الله؛ فلن أجعل هذه الأخوة تهزها كلمة، وسأتحمل كل ما جاءني، ولكن إذا عادت إلي فكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحابة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فإن الإنسان يصعب عليه استقبال موقف محرج، والأمر كما قال الشاعر:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند

ومن حقها أن تطلب فرصة لا تزيد عن ثلاثة أيام لأنه لا يحل للمسلمة أن تهجر أختها فوق ثلاثة أيام وهي فرصة لإعادة ترتيب الأمور والعودة إلى الصواب، ولا يخفى عليك أننا نوافقك على أن الموضوع أبسط من بسيط، ولكن لكل إنسان طبيعته الخاصة، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحا بالنسبة لك ولكل من تجمعهم أواصر الصداقة والإخوة.

وقد أسعدني إصرارك على استمرار العلاقة لأنها كانت في الله، وفي حفظ كتاب الله، ونحن نشكرك على تواصلك مع موقعك، ونرحب بك وبجميع الأخوات والإخوان من كل مكان، وفي كل زمان.

ولا شك أن مثل هذه المواقف تقوي العلاقات إذا صدقت النيات؛ لأن كل طرف يعرف الحدود التي يرتضيها شريكه، ويدرك الأشياء التي تؤثر سلبا، والكلمات التي لا تقبل، وهذا يضمن لنا بعد - توفيق الله - علاقة ممتدة في الله ولله وعلى مراد الله، وأفضل المتخاصمين هو من يبدأ بالسلام، ويسارع بالاعتذار، ويمتص الغضب، ويزيل الأكدار.

فكوني الأفضل، والتمسي لها الأعذار، واسألي الله لها بالليل والنهار، وأكثري من الإستغفار فإن الذنوب تجلب الضرر والضرار، وأكثري من الصلاة والسلام على نبينا المختار.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات