السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على فتاة توسمت فيها الطيبة، فأردت أن أخطبها، ولكن لظروف عائلية -تخصها- تأخر الارتباط الرسمي، وبقينا نتحدث بعلم الأهل، وجلبنا (الشبكة)، وكل شيء، وانتظرت إلى أن تنتهي ظروفهم العائلية حتى تتم الرسميات.
في هذه الفترة التي تحدثنا فيها حدثت بيننا مشاكل كثيرة جدا، واكتشفت أننا نختلف عن بعضنا البعض، فهي فتاة منفتحة، وأنا رجل غيور، وقد حدثت في تلك الفترة أمور كثيرة ضايقتني، تتعلق بحديثها مع الرجال، وبعد المشكلة تقول لي: إنها آخر مرة، ولكنني أدرك أنها غير مقتنعة؛ لأنها ترى أنه شيء عادي لا يستدعي ردة فعلي وغضبي، كما أنها لا تحب الجلوس في المنزل نهائيا، وترغب دائما في الخروج، فتخرج أحيانا للجلوس في الكافيهات وحيدة، وهذا أيضا يضايقني، كما أنني أدركت أنها تخفي بعض الأشياء عني، مثلا: فلان تحدث معها على الواتس آب، وهكذا، ولكني أعرف بالصدفة المحضة، كما أنها غير ملتزمة، وأنا أيضا لست ملتزما تماما، أقترب أحيانا، وأبتعد أحيانا، ولكن لدي مرجعية دينية للرجوع إليها عند أي اختلاف، أما هي فلا.
والكثير من المواقف والأشياء الأخرى التي لا تتسع الاستشارة لاحتوائها، ولكن الملخص أنني لم أعد مرتاحا، ولم أعد أطمئن إليها، بل وأخاف منها ومن تصرفاتها الطائشة، وأنا رجل غيور، ولا أستطيع تحمل ما تقوم به، فهل أكمل الخطبة؟ والكل يعلم بارتباطنا، ولكن نيتي إن بقي الوضع هكذا فلن أكمل، أم أبتعد الآن حتى لا تحسب عليها خطبة؟
أنا في حيرة من أمري جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وننصحك بأن تبني حياتك على قواعد شرعية، فالطريقة التي تمضي بها هذه العلاقة لا تقبل من الناحية الشرعية ولو بعلم الأهل، وحتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، وما حدث من مناقشات، وما غرسه الشيطان من شكوك لا يشجع على الاستمرار إلا على أسس صحيحة، وقواعد صحيحة.
ولذلك أرجو أن توقف العلاقة حاليا حتى تتحسن ظروف الحياة، وحتى تعطوا لأنفسكم فرصة للاختيارات الصحيحة، وأعتقد أن الفتاة الآن عرفت الاتجاه الذي تريده، وأنت فهمت ما عندها، وتجميد العلاقة قد يكون فيه مصلحة حتى تتضح الأمور، وأيضا لتبنى بعد ذلك العلاقة على قواعد واضحة، فإما أن تتقدموا للإكمال، وإلا أن تتوقفوا، ورغم صعوبة التوقف، إلا أن التوقف أحيانا أحسن من المضي في حياة غامضة، وفي حياة مليئة بالشكوك، وفيها اختلاف وتباين في وجهات النظر، وليس عيبا أن يتوقف الإنسان من علاقته، أو يعتذر منها، أو تعتذر الفتاة؛ لأن الخطبة أصلا ما شرعت إلا ليتعرف الناس على بعضهم، وليقرروا بعد ذلك هل يكملون أم لا.
فإذا لم يتحسن الوضع، نحن لا نؤيد الإكمال، ولا نؤيد الانسحاب بسرعة، ولكن نؤيد إعطاء أنفسكم فرصة، مع ضرورة التوقف عن التجاوزات، والاحتكام إلى شريعة رب الأرض والسماوات، ومن حقك أن توسع دائرة السؤال عنها، ومن حقهم أن يسألوا عنكم؛ حتى تبنى العلاقة على قواعد واضحة؛ فمن الصعب أن تبنى الحياة على مجاملات، وتكون قائمة على اختلاف وتباين في وجهات النظر، وقناعات متباينة؛ لأن مشوار الحياة طويل، ولا تصمد الحياة الزوجية إلا إذا كان هناك اتفاق، وتدين، وخطة موحدة.
فنسأل الله أن يعينك على حسن الاختيار، وأن ييسر أمرك وأمرها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، ونسأل الله أن يقدر لكما الخير، ثم يرضيكما به.