السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب، عمري 27 سنة، أعاني من نوبات الهلع أثناء السفر، حيث أحس بنغزات القلب، وقلق غير عادي، وتعرق، والشيء الذي يرعبني هو مسألة الإسهال، حيث أخاف خوفا شديدا من الإسهال، وأنا بعيد عن منزلي؛ أخاف أن أقضي حاجتي على سروالي، مما يجعلني أوقف حياتي، ومستقبلي؛ لأن طبيعة وظيفتي تعتمد على (الطبوغرافيا).
وفي الأخير: أصبت باكتئاب حاد بسبب حالتي المادية والنفسية، فاخترت طريق الإباحية للهروب من واقعي، لا للمتعة!
أرجو المساعدة، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا: القلق النفسي له أعراض نفسية، وأعراض عضوية، ومنها اضطرابات الجهاز الهضمي، وإذا تم علاج القلق ستختفي الأعراض المصاحبة له، فالخطوة الأولى -أيها الفاضل الكريم- هي السعي في علاج نوبات الهلع عن طريق العقاقير والأدوية النفسية، وعن طريق العلاج المعرفي السلوكي.
ونرشدك بممارسة تمارين الاسترخاء العضلي، وتمارين التنفس المتدرج، وانشغال التفكير بأشياء محببة للنفس، وعدم التركيز على الفكرة التي تجلب الخوف من حدوث الإسهال، فإذا كان الأمر مجرد توقع فيجب تجاهل ذلك، ولتفكر ولتتذكر هل حدث ذلك عدة مرات عندما تكون مسافرا، أم هي مجرد توقعات لا أساس لها من الصحة؟
أما علاج الاكتئاب الحاد بممارسة سلوكيات خاطئة؛ فهذا بالتأكيد لا يعتبر حلا للمشكلة، بل ربما يعقد المشكلة بزيادة، فإذا كان الاكتئاب بسبب سوء الحالة المادية فاسع لحل هذه المشكلة بالطرق الواقعية، مثل التفكير في زيادة الدخل، أو تعلم مهارات جديدة من شأنها أن تفتح لك فرصا جديدة للتكسب، والالتزام والمواظبة على الاستغفار، فإنه يفتح الأبواب المغلقة، وكذلك صلة الأرحام، فإن من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه، واجتناب المعاصي والمنكرات، فإن للمعاصي شؤمها، فإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها.
ولتعلم وتتذكر أن المغني والمعطي هو الله، يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، هو الرزاق، بيده مفاتيح كل شيء، ويده ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء، الليل والنهار، وبيده الميزان يخفض ويرفع، فالجأ إليه، وظن به الظن الحسن، فإنه عند ظن عبده، فإنه لا يخيب ظنك.
كذلك نوصيك بمجابهة الواقع وليس الهروب منه، والله تعالى سيعينك ويفتح لك أبواب الخير، ولا تفتح للشيطان مداخل يلهيك بها عن ذكر الله ويجعل لك مبررات بأن حالتك سيئة وينبغي علاجها بالطرق الخاطئة، بل حاول أن تركز دائما على الجوانب الواقعية، حتى ولو قمت باستشارة أحد الأشخاص الذين تثق بهم، سواء كانوا من الأصدقاء أو من الأهل أو من الأقارب، فإن ذلك يساعدك كثيرا في تخطي هذه المشكلة، والابتعاد عن الممارسات الخاطئة بإذن الله سبحانه وتعالى.
وللفائدة راجع الاستشارات المرتبطة: (3731 - 26279 – 268849 - 283567 - 278632).
نسأل الله لك التوفيق والسداد.