السؤال
على الرغم من أنني دائما كنت أبعده عني، وعندما أراه أعقد حاجبي، ولا أعطيه مجالا، وهو لم يكف عن أفعاله، بالعكس زاد منها، فمثلا عندما كان يراني كان يصدر صوتا من مكينة السيارة، أو يعمل شيئا حتى ألاحظه، لكني لم أكن أهتم.
الشيء الذي لا أفهمه: أنه عندما كان يفعل كل هذه الأشياء كان في علاقة مع بنت أخرى، وعندما فسخت هذه العلاقة صار ينشر أغاني باسمي في حسابه، أو أقوالا فيها اسمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.
اعلمي -أختي- أن الشرع حذرنا من اتباع خطوات الشيطان، التي تزين المنكر، وتقرب إلى الفواحش، يقول تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..) وعدم تجاهل مثل هذه السلوكيات يضعف القلب، ويقربه من الوقوع في الفواحش.
قد أحسنت عندما تجاهلت تصرفات هذه الشاب العابث، والذي يظهر من سلوكه محاولة الإيقاع بالفتيات لتحقيق مرض في نفسه؛ ومما يؤكد ذلك أنه يمارس هذا السلوك مع الكثير من الفتيات في نفس الوقت، وهذا الذي ينبغي أن تفهميه من سلوك هذا الشاب، فأنت في مقتبل العمر، وهو شاب مراهق وعابث يرغب في الإيقاع بالفتيات، ويظهر قدراته في ذلك بين أصدقائه، وأنت أحد هؤلاء الفتيات التي يحاول بتلك الوسائل لفت انتباهك والإيقاع بك، وهدفه الدخول في علاقة تعارف معك تكونين أنت الخاسرة في النهاية كغيرك من الفتيات، قال تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) ولو كان قصده عفيفا لعرف باب منزلكم، وجاء لخطبتك بالشرع، وحسب الأصول الإسلامية، ولكن له أهداف ومقاصد أخرى.
أختي الفاضلة، ننصحك أن تبتعدي عن كل هذه العلاقات وما يقرب إليها، فهي من تزيين شياطين الإنس، وكوني معتزة بأخلاقك وعفتك، واجتهدي في حماية عرضك من عبث العابثين، وكل ما يخدش الحياء والعفة، ولا تجعلي عاطفتك سهلة المنال لأي عابث بمجرد مثل هذه السلوكيات العبثية، وفكري بالنتائج بعقلك لا بقلبك قبل أي قرار، فالوقوع في هذه العلاقات المحرمة يفسد عليك دينك ودنياك.
ننصحك -أختي الفاضلة- أن تجتهدي بالدعاء أن يوفقك الله للزوج الصالح، وأن يعينك على التوبة وطاعة الله تعالى، كما ننصحك أن تجالسي النساء الصالحات، وتشغلي وقتك بالطاعات، وطلب العلم وحفظ القرآن، وكل مفيد ونافع، فكل هذا مما يعلي همتك في الخير ويصرفك عن التفكير في هذه السلوكيات المنحرفة.
وفقك الله ويسر أمرك.