أمتنع عن الفراش بسبب رائحة الفم الكريهة لدى زوجي، فما توجيهكم؟

0 0

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

زوجي يأكل البصل أحيانا، وبعد الأكل يغسل فمه بمعجون الأسنان، ولكن تبقى رائحة البصل، وعندما يطلبني للمعاشرة لا أستطيع تلبيته بسبب رائحة البصل في فمه، مع علمي بأن رفض طلبه للفراش حرام شرعا، فماذا أفعل في هذه الحالة كي أرضي الله وزوجي؟ وهل يحق لي رفضه؟

أريد إجابة من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

أولا: نشكر لك حرصك على معرفة الحدود الشرعية، وحرصك على عدم تجاوزها، ومعرفة ما يجب عليك شرعا، وهذا دليل على رجاحة عقلك، وحسن إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

ثانيا: لا شك -أيتها البنت الكريمة- أن الشرع الحكيم أمر كل واحد من الزوجين بحسن العشرة، والفقهاء يجيبون على المرأة بأن تتجمل إذا طلب الزوج ذلك، وأن من حق الزوج أن يجبرها على التنظف والتطيب إذا أراد ذلك ليكمل الاستمتاع، وفي الوقت نفسه يصرح الفقهاء بأن كل ما وجب على المرأة أن تفعله إذا طلبه الزوج؛ فإنه يجب على الزوج أن يزيله من نفسه، ومن ذلك الروائح الكريهة التي تتأذى منها الزوجة تأذيا غير محتمل في العادة.

فإذا رفضت وامتنعت من إجابة زوجها لهذا السبب فإن هذا ليس نشوزا، ولم تكن بذلك عاصية لزوجها أو لربها؛ لأن الزوج هو الممتنع من إزالة هذا الأذى والضرر، والشريعة الإسلامية قائمة على أنه (لا ضرر ولا ضرار)، وأن (الضرر يزال).

ولكن أفضل من الامتناع، وأبعد عن الشقاق والخلاف بين الزوجين، وما قد يؤدي إليه من التنافر، أفضل من هذا كله أن تصارحي زوجك ببقاء هذه الرائحة، وأن الغسل بالطريقة التي ذكرتها لا يزيل كل هذه الرائحة.

ويحسن في هذا المقام أن تذكري له بطريق غير مباشر قصة النبي -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، فإنه -صلى الله عليه وسلم- كان يكره أن يجد الناس منه رائحة كريهة، وقد جاء في الحديث في الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- أكل عسلا عند إحدى زوجاته، فاتفقت زوجتان أخريان من زوجاته، أنه إذا دخل عليهما تخبرانه بأن في هذا العسل رائحة كريهة؛ بسبب الزهور التي أكلت منها النحل، فلما أخبرنه بذلك منع نفسه من تناول العسل، حتى لا تجد زوجاته منه هذه الرائحة.

فمصارحتك لزوجك وطلبك منه اجتناب أكل البصل قبل المعاشرة الزوجية، وأن في الوقت متسع؛ هذا النوع من المكاشفة والمصارحة أنفع لكما، وأبعد من الوقوع في الخلاف والشقاق.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجك.

مواد ذات صلة

الاستشارات