تبت إلى الله لكني خائفة من عدم قبولها!

0 23

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مسلمة عربية، عندي مشكلة، أنا لا أرتدي الحجاب، أقوم بكل الفرائض الدينية من صلاة وصيام، وصدقات، وغيرها، لكن لا أرتدي الحجاب، ولدي وشوم في جسدي من آثار المراهقة، وبسبب مجتمعي الذي كنت أتأثر به، لكني تبت عن هذا توبة نصوحا إلى الله، وأنا نادمة.

فهل الله يسامحني على هذه الوشوم، وعلى أفعالي السابقة؟ لدي الكثير من الأخطاء الماضية، لكن لم أقع في الكبائر والحمد لله، لكنني خائفة من الله، وقبول التوبة؛ بسبب هذين الأمرين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.

في البداية: نحمد الله أن شرح صدرك للتوبة، ووفقك للأعمال الصالحة، وأبشري فالله غفور رحيم، يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات لمن تاب وآمن وأقبل على الله، يقول الله تعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) فلا تقنطي من رحمة الله، ولا تيأسي من فضل الله وكرمه مهما عظمت الذنوب وكثرت السيئات، يقول الله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، فإذا حققت شروط التوبة الثلاثة من: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم الرجوع إليه، صادقة مخلصة، غفر الله ذنبك، ومحيت سيئاتك -بإذن الله-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده – يعني بالنهار – ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)، بل من فضل الله وكرمه أنه يفرح بتوبة عباده ويعينهم على التوبة ويقربهم إليه سبحانه.

فعليك -أختي الفاضلة- أن تحسني الظن بالله، ولا تجعلي الشيطان يصل إلى قلبك فيجعلك تيأسين من رحمة الله ومغفرته وعفوه، فهدف الشيطان أن تتركي التوبة والعودة إلى الله، واعلمي -وفقك الله- أنه لا يوجد أحد من عباد الله إلا وتقع منه الذنوب والمعاصي، لكن الصالحين الأتقياء يجتهدون في الابتعاد عن الذنوب، ويحمون أنفسهم بذكر الله والأعمال الصالحة، فإن حصلت منهم الزلة والذنب بادروا مسرعين إلى التوبة ولم يتأخروا أو يسوفوا، يقول تعالى: (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون).

أختي الفاضلة: ننصحك بالمبادرة إلى الإكثار من الأعمال الصالحة، والمداومة على أعمال القلوب، كتلاوة القرآن، والدعاء، والتضرع إلى الله تعالى بالمغفرة، والثبات على الاستقامة، فكل هذه الأعمال تقوي القلب وتشرح الصدر، وإذا قوي القلب بادرت الجوارح إلى التخلي عن المعاصي بكل شجاعة وقوة، دون خوف أو تردد، فلا بد لكمال التوبة أن تجتهدي في إزالة المحرمات حتى لا يضعف قلبك ويعود للمعصية، خصوصا المعاصي والمخالفات الظاهرة؛ لأنها من المجاهرة بالذنب، فعليك الحرص على لبس الحجاب، وإزالة الوشم، وغيرها من المعاصي -إن كنت لم تبادري لذلك-، وتذكري -أختي الفاضلة- قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه ) رواه أحمد.

أخيرا -أختي الفاضلة- ننصحك بمرافقة الصالحات وطلب العلم الشرعي، والابتعاد عن صديقات السوء، وكل ما يذكرك بالمعاصي والمنكرات، سواء في الأماكن أو الوسائل، كمواقع التواصل الاجتماعي والأفلام وغيرها، فكل ذلك مما يضعف القلب، ويرغبه في العودة للمعصية.

وفقك الله ويسر أمرك وتاب عليك.

مواد ذات صلة

الاستشارات