أشعر بضيق شديد لأنني أقارن خاطبي بالآخرين، فما الحل؟

0 3

السؤال

السلام عليكم.

عندما تقدم لي خاطبي لأول مرة، لم أكن مقتنعة بشكله ورفضته، لكنه تقدم مرة أخرى، ووافقت بعد ضغط من الأهل.

الآن، أنا مخطوبة منذ شهر يوليو الماضي، في البداية، لم أشعر برغبة في الحديث معه، ولم أكن أطيق رؤية صورته، كنت أسمع نصائح من الآخرين بالصبر والصلاة، صليت وقلت: عسى أن يكون في الأمر خير، وشعرت ببعض الراحة، لذا قررت الاستمرار.

لكن لدي مشكلة، وهي أنني أقارنه بكل الأشخاص الذين أراهم، أحيانا ينبض قلبي عند رؤية بعض الأشخاص، وأعجب بهم إعجابا شديدا، وقد أراهم في أحلامي، مع الوقت، بدأت أقتنع بخاطبي وقبلته، لكن ليس بنسبة مئة بالمئة، أشعر براحة كبيرة عندما أجلس معه وأضحك، ونتبادل الحديث، وأشعر بالارتياح عندما يكون في منزلنا فقط، لكن عندما يكون بعيدا، لا أشعر بأي شغف، أو قبول تجاهه.

حاليا، أعاني من خنقة وضيق، قال لي بعض الرقاة: إنني قد أكون مصابة بمس، وبعد عدة جلسات تحسنت حالتي، وتحسن الوضع بيننا كثيرا، لكن موضوع المقارنات والإعجاب بالآخرين يسبب لي ضيقا شديدا، وشعورا كبيرا بالذنب، وينغص حياتي، أيضا أشعر بضيق في صدري، ولا أطيق خاطبي، وتحدث لي نوبات من البكاء الشديد والحزن، وعندما أرقي نفسي، أو أذكر الله، أشعر بالتثاؤب والكثير من الدموع، وعند قراءة سورة البقرة، أشعر بالنعاس.

خاطبي شخص جيد جدا وملتزم، وعلمني الكثير من أمور ديني، وهو مناسب جدا لي، وأهله محترمون للغاية، فهل ما يحدث لي بسبب مس أو سحر، أم أنه عدم قبول؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.

النتائج التي وصلت إليها مبشرة، وحصول الارتياح مع هذا الشاب المتدين، صاحب الأخلاق، من أهم ما ينبغي أن يكون البناء عليه، والاستمرار في الرقية الشرعية، والمداومة على الذكر، وتلاوة سورة البقرة، هذه مطالب أرجو أن تحرصي عليها، لما فيها من الخير، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

أما بالنسبة لمسألة المقارنات: فالمقارنات ظالمة، فلا تنخدعي بمظاهر الناس، واعلمي أنه من الظلم أن تناقشي وتقارني بين الشخص الذي عرفت ظاهره وباطنه، وتعايشت معه، وبين من تنخدعين بمظاهرهم، وتذكري أيضا أننا بشر رجالا ونساء، العيب فينا، والنقص يطاردنا، فلا يمكن للفتاة أن تجد شابا بلا عيوب، ولا يمكن لأي شاب بأن يفوز بفتاة بلا نقائص، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

فلذلك أرجو طي صفحة المقارنات والإعجاب بالآخرين، وندعوك دائما إلى غض البصر، فهنيئا لمن رزقها الله بزوج طرق الباب، واختارها دون غيرها، هو صاحب دين، ورضيه الأهل، هذه نعم ينبغي أن تشكري الله تبارك وتعالى عليها، وإذا كنت -ولله الحمد- تقولين خاطبي شخص جيد جدا، وملتزم، وعلمك الكثير، ومناسب جدا، وأهله محترمون جدا، ماذا بقي من الامتيازات؟ فنسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يكتب لكم التوفيق.

ومرة أخرى نكرر دعوتنا لك بالاستمرار في تحصين نفسك، وقبل الذهاب للرقاة وبعدها، ينبغي أن تدركي أنك صاحبة القرار، وأن محافظتك على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ، وأذكار الأحوال التي علمنا إياها رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، مانعة لما لم ينزل، نافعة لما نزل، كما أشار لذلك الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه-.

وكل هذا سيتغير -بإذن الله-، ومرة أخرى ندعوك إلى تجنب المقارنات؛ لأنها سلبية؛ ولأنها ظالمة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات