السؤال
حدثونا جزاكم الله خيرا عن الزواج المبكر بالنسبة للمرأة وفوائده، وهل لو وقع اختياري على فتاة سنها 13 سنة من بيت جيد وعلى خلق أتقدم لها؟ وكيف أقنعها وأقنع أهلها أن زواجها الآن أفضل، وأن فارق السن ليس له تأثير، حيث أن سني 26 سنة.
أرجوكم لا تضحكوا مني، فإني أصف لكم واقعا أعيش فيه.
أرشدوني أرشدكم الله، ولا تقل لي إنها صغيرة، لأني أحببتها بسبب خلقها ودينها وللألفة التي وقعت بيننا، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
فإن الأصل في زواج المسلمين أن يكون مبكرا، وقد كان الفرق بين عبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه إحدى عشرة سنة، وقال الشافعي رحمه الله " رأيت جدة عمرها إحدى وعشرون سنة "، وتزوج النبى صلى الله عليه وسلم بعائشة ودخل بها وعمرها تسع سنوات، وكانت رضي الله عنها تقول: " إذا بلغت المرأة تسع سنوات فهي امرأة "، ولا شك أن البيئة، وبنية المرأة، وانتظام نموها له أثر في كل ذلك.
وأرجو أن يعلم الجميع أننا لم نعرف التأخير في موضوع الزواج إلا بعد فترة الاستعمار الذي شجع كل مايدعو للشر والخزي والعار، وفي تأخير الزواج تقليد للكافرين، وليس بعد الكفر ذنب، ولكن عار على الموحدين أن يتشبهوا بهم، ويسيروا على دربهم، كما أن أولئك الأشقياء يؤخرون الزواج، ويفتحون الأبواب للفحشاء، وليس في سؤالك ما يضحك، ونحن نشكرك على تواصلك، ونشاركك الهموم، ونتمنى أن يعود أهل الإسلام على قيمهم وثوابهم، وأن ييسروا الزواج، وأن يستجيبوا لقول الله: (( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم ))[النور:32].
ولا شك أن الزواج المبكر له فوائد عظيمة للمرأة وللرجل، وفيه حفظ للجميع من الوقوع في المعاصي والذنوب، ولست أدري كيف وقعت الألفة بينكما دون وجود رابط شرعي.
وهذه وصيتنا لك ولها بتقوى الله، وبتجنب العلاقات العاطفية قبل وجود العقد الشرعي، ونحن نخشى أن تتسبب تلك العلاقات في رفض (أهلها للزواج)، وحتى إذا وافقوا فإن كل علاقة مخالفة لأحكام الشرع خصم على سعادة الزوجين، ومهدد كبير لمستقبل العلاقة، مع مافيه من معصية لله، ومخالفة لشرعه، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
أما أهل الفتاة فنتمنى أن تجد من العقلاء والدعاة من يعاونك على الخير، ويشفع لك عند أهل الفتاة، ومع ضرورة التوجه إلى من يستجيب الدعاء.
والله الموفق.