هل تنصحون بالأدوية المهدئة لاضطراب النوم؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

سألت من قبل عن أضرار مهدئ هيبنور، والاسم العلمي له زوبيكلون.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على رسالتك هذه، وسؤالك عن أضرار دواء مهدئ للنوم يسمى (زوبيكلون Zopiclone)، وذكرت أن اسمه (هيبنور Hypnor)؛ هذه أدوية تسمى أدوية النوم، أو تساعد على النوم، وهي مجموعة أدوية كلها تبدأ بالحرف الإنجليزي (Z)؛ ولذلك تسمى ('Drugs that start with 'Z).

هذه الأدوية -سواء الزوبيكلون، أو الزولبيديم Zolpidem، أو غيرها- كلها تعمل على تعديل النوم، ولكن هذه الأدوية لها أضرار محددة ومعروفة، وهي: أن استخدامها لفترة طويلة قد يسبب الاعتماد عليها؛ وبالتالي صعوبة التخلص منها في المستقبل.

هذه الأدوية تساعد على إعادة اضطراب النوم إلى وضعه الطبيعي؛ لكن إذا كان هناك أي سبب أدى إلى اضطراب شديد في النوم عند الإنسان، وأصبح يجد صعوبة في إعادة برنامجه المنتظم في النوم بشكل منتظم في المساء، إذا حدث ذلك؛ فإن هناك تدخلات كثيرة يمكن عملها في البداية قبل اللجوء إلى أي نوع من الأدوية كمثل مهدئات النوم التي ذكرتها؛ ففي البداية ننصح عادة باستخدام ما يسمى (نظافة النوم)، وهذه تعني:

أولا: عمل إعادة ترتيب في كيفية التجهيز للنوم حتى يتمكن الإنسان من الوصول إلى مكان النوم بطريقة مريحة، وفيها يكون قد تم بالفعل من الناحية الجسمانية الاستعداد للنوم؛ وبالتالي الاستعداد النفسي للنوم؛ وبالتالي الخلود إلى النوم.

ثانيا: النوم في فترة المساء هو طبعا شيء طبيعي يحدث نتيجة إفرازات لمواد كيميائية في الدماغ؛ وبالتالي مساعدة هذه العملية بالنوم لفترات في المساء يجعل الإنسان أكثر راحة في النوم، وأكثر قدرة على العطاء في النهار؛ ولذلك عملية (نظافة النوم) عملية مهمة جدا، تبدأ بـ:

- تحديد موعد ثابت للنوم في الفترة المسائية.

- عدم تناول أطعمة ووجبات ثقيلة على الجسم في فترات متأخرة قبل النوم؛ يعني تناول وجبات خفيفة مبكرة.

- عمل بعض نشاطات رياضية خفيفة؛ لتساعد على استرخاء العضلات.

- أخذ حمام دافئ خفيف قبل ساعتين من النوم؛ ليساعد على استرخاء الجسم.

- عدم تناول منبهات من قهوة وشاي وخلافه في فترة المساء.

- تجهيز الجو المناسب للنوم، والخلود إلى السرير في وقت مناسب، والبقاء داخل الفراش والاستعداد للنوم في مكان به حرارة مناسبة وتهوية مناسبة، وعدم وجود أي ضوضاء، والتخلص من الأشياء التي يمكن أن تأخذ الإنسان في التفكير بشكل كبير، مثل: التلفزيون، وعدم وجود حتى الهاتف في مكان النوم؛ وبالتالي الخلود إلى الراحة حتى يتم النوم بشكل طبيعي.

إذا قمت بهذه الأشياء كلها؛ فإن هذا سيبعد عنك أي احتياج لأي نوع من أنواع أدوية النوم.

أما إذا حصل خلل واحتجنا إلى استخدام مثل هذه الأدوية؛ فإن استخدامها يجب ألا يكون أكثر من أربعة أسابيع متواصلة، والجرعات نفسها يجب أن تستخدم بجرعات قليلة جدا؛ حتى لا يتم الاعتماد والتعود عليها بعد فترة أربعة أسابيع.

نصيحتي لك هي: عدم استخدام هذه الأدوية إلا بواسطة طبية، واستخدامها لفترات محدودة، وبجرعات صغيرة، حتى يتم إعادة ترتيب نومك؛ وبالتالي استمرارك في حياتك الطبيعية بشكل عادي دون الحاجة لمثل هذه الأدوية.

هذه الأدوية لا يحتاجها الشخص إلا إذا أصبح اضطراب النوم -فعلا- واحدا من العقبات الرئيسية في حياته أدت إلى آثار كبيرة في حياته اليومية، أو كان اضطراب النوم مصاحبا لبعض الاضطرابات النفسية الأخرى التي يصعب معها الاستجابة إلى برامج نظافة النوم فقط، أو اتباع البرامج الأخرى التوعوية التي يمكن أن تساعد على التخلص من اضطرابات النوم.

كما لا أنسى أيضا أن أنصحك -أخي الفاضل-: أن التهيئة للنوم تحتاج أيضا إلى بعض الممارسات التي يمكن من خلالها الاسترخاء الذهني، وهي: ما يرتبط بالأنشطة الدينية المختلفة؛ كالصلاة في أوقاتها، والمحافظة على بعض الأوراد والذكر في فترة المساء.

كذلك إذا استصعبت النوم يمكنك قراءة القرآن الكريم، أو الاستماع لبعض السور أو الآيات من القرآن، وفي ذلك -إن شاء الله- كثير من الفائدة الفكرية والنفسية.

وفقك الله وأعانك على طاعته وعبادته.

مواد ذات صلة

الاستشارات