كنت أطمح أن أنجح دراسياً ولكن حصل خلاف ذلك، ما توجيهكم؟

0 2

السؤال

السلام عليكم.

تعبت من نفسي، كنت في أول ثانوي وكنت أرتكب ذنبا معينا، لكن -بفضل الله- ثم باهتمام والدتي وتوعيتها لي، استطعت أن أقلع عنه تماما، والحمد لله.

قبل امتحاناتي بأسبوع أو أسبوعين، توقفت عن هذا الذنب، لكنه كان قد استحوذ على كل حياتي، فأصبحت مهملة جدا في كل شيء، سواء في الصلاة أو المذاكرة، وكنت أتوب، ثم أنتكس، إلى أن رزقني الله توبة نصوحا، ومن علي بلبس النقاب، وأصبحت أحضر مجالس العلم، وأستمع إلى بعض الشيوخ، وصار بداخلي الآن خوف ورهبة من أن يقبضني الله على معصية.

عندما ظهرت نتيجتي، وجدتها سيئة جدا، وأنا أعلم أنني أستحق ذلك بسبب إهمالي، ووالدتي مصدومة مني ومن النتيجة، ووالدي لم يعرف بعد، لكني متوقعة رد فعله القاسي، وهو له الحق في ذلك.

أشعر أنني خذلت أهلي، وأخشى شماتة الأقارب وكلامهم الجارح، الذي قد يؤلم والدي، وأشعر بحزن وضيق شديدين؛ لأني وضعت أهلي في هذا الموقف بسبب غبائي وإهمالي، فكرت في ترك الدراسة تماما، حتى لا أكرر كسرهم وخذلانهم مرة أخرى، وأخاف أن أكمل تعليمي وأعيد نفس الخطأ، فيتحمل والداي ذنبا ليس ذنبهم.

أصبحت أشعر بيأس رهيب من نفسي، ولا أعلم ماذا أفعل الآن، أحتاج مساعدتكم، وأرجو منكم النصيحة والتوجيه، خاصة أن والدتي ستقرأ الرد.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابنتنا الفاضلة–، وشكرا لك على التواصل مع الموقع، ونهنئك بالتوبة والعودة إلى الله وحضور مجالس العلم، ونؤكد أنك في الخير وعلى الخير، ثم شكرنا للوالدة التي وقفت معك وساندتك، وننتظر منها مزيدا من الوقوف معك، لتجاوز هذه المحنة.

أرجو أن نعلم أن ما يحدث للإنسان من انتكاسة، أو تأخر دراسي، هو اختبار من الله، ولكن هي محطة من محطات النجاح، فلولا الخطأ لما عرفنا الصواب، ولولا الفشل لما عرفنا طعم النجاح، ولولا الفقر لما عرفنا حلاوة الغنى، وعليه أرجو أن يكون هذا فرصة لانطلاقة جديدة، تنطلقين بها في حياتك بأمل جديد، وبثقة في ربنا المجيد -سبحانه وتعالى-، ونحب أن نؤكد لك أن العودة إلى التفوق والنجاح مربوطة بما يلي:

أولا: الثبات على الطاعة لله تبارك وتعالى.
ثانيا: الحرص على الإخلاص لله تعالى، في كل صغيرة وكبيرة.
ثالثا: الحرص على تنظيم جدول المذاكرة.
رابعا: –وهو من مهم جدا– وقوف الوالدين معك بالدعاء والتشجيع، وهذا من الأمور المهمة.

ثم بعد ذلك أرجو أن تطردي اليأس، واعلمي أن الشيطان حزين لأنك تبت، ولا يريد لنا الخير، فعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، واجتهدي دائما في دراستك، وكوني إلى جوار والديك، وأنا أنتظر من الوالدة دورا كبيرا، فقد كان لها دور كبير جدا في تصحيح المسار، وتشكر على قربها منك، أقول لها: بنتنا الآن بحاجة إلى أن نقف معها جميعا، نشجعها، وندعو لها، نساعدها على تنظيم جدول مذاكرتها، وستعود -بعون الله تعالى- أفضل مما كانت.

نؤكد أن كبار الناجحين في حياتهم تعرضوا لمواقف، تأخروا فيها، ولكل جواد كبوة، لكنهم استيقظوا بعد ذلك واستفادوا من أخطائهم، فالخطأ مصدر من مصادر التعلم، والإنسان ينبغي أن يعتبر مما يحصل له ومما يحصل للآخرين.

نؤكد أن من كتبت هذه الأسطر قادرة على النجاح، وقادرة على التفوق بتوفيق الله -تبارك وتعالى-، فثقي في الله، وتوكلي عليه، واستعيني به، واحرصي على طاعته، وكوني إلى جوار والديك، ونتمنى أن تفوزي بدعائهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نراك مستقبلا في أعلى الرتب العلمية، وتكوني في أعلى المقامات الدينية.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات