ابنتي الصغيرة تطلب رواية القصص الحزينة لها، فما دلالة ذلك؟

0 21

السؤال

ابنتي بعمر أربع سنوات، تطلب مني أن أحكي لها قصصا فيها أشخاص غاضبون، وهي متعودة قبل النوم أن نحكي لها قصة.

علما بأنني منذ أن ولدت الطفلة الثانية منذ شهرين، وطلبها للقصص الحزينة يحدث بصورة يومية، وعندما أسألها لماذا؟ تقول أنا أحب هذا، مع أني أحاول أن لا أقلل اهتمامي بها، لأن الطفلة الثانية أخذت وقتا كبيرا، بعد أن كان كل الوقت لأختها الأكبر منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك ولابنتك الصحة والعافية.

أولا: لا يمكن الجزم بأن طلب ابنتك للقصص الحزينة يدل على أي نوع من أنواع الاضطرابات النفسية، فمن الصعب معرفة دوافع ونوايا الطفل في هذا العمر، خاصة فيما يتعلق بإدراكه وتفسيره للأمور الحياتية الواقعية، أو الخيالية.

ثانيا: الأمر يتطلب معرفة كم القصص التي تعودت الطفلة سماعها، والطرق التي عرضت بها هذه القصص، فربما أعجبت الطفلة بطريقة العرض وليس بمضمون القصة، فأحيانا يتأثر الطفل بالصوت وإخراجه، وبلغة الجسد المصاحبة، فينجذب أو يجذبه ذلك أكثر من نتائج الأحداث التي تروى عن القصة.

ثالثا: ربما تجد الطفلة متعة أكثر عندما ترتبط القصص غير الحزينة بمؤثرات صوتية ومكانية، من شأنها أن تخاطب وجدان الطفلة بصورة أعمق من القصص الحزينة، فحاولي ذلك.

رابعا: يمكن اختبار الطفلة لمعرفة طرق التعبير عن مشاعرها عن طريق الرسم والتلوين، وعرض رسومها على المختصين في علم نفس الطفل، للتأكد فيما إذا كانت الطفلة لديها أي صعوبات في الفهم، أو التعبير عن مشاعرها بصورة سوية.

خامسا: ملاحظة سلوك الطفلة بصورة عامة، فهل هي كثيرة السرحان؟ أو هل لديها ضعف في التركيز والانتباه؟ وهل نومها هادئ، وليس لديها أي نوع من الأحلام المزعجة أو الكوابيس؟ وهل لديها سلوكيات عدوانية تجاه الآخرين، أو بالتحديد تجاه أختها؟

الإجابة عن هذه الأسئلة يمكن أن تساعد في فهم سلوك الطفلة بصورة أفضل.

وختاما نقول لك: ينبغي مراعاة الاهتمام بها، فهذا أمر ضروري، حتى لا تفقد الاهتمام الذي كانت تتمتع به في السابق قبل مجيء أختها.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات