دائماً أشعر بالحزن وأخاف من المرض والمستقبل!

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شخص أشعر بالضيق والخوف والبكاء، والخوف من المرض، دائما أشعر بالحزن، وأشعر أن أي شيء يفرحني تدمر، ومستقبلي ضاع، وأشعر بالخوف من المستقبل، وعندي صداع وضيق دائم، لا أحب أن أبقى وحدي في مكان ما، أحاول أن أسلي نفسي بأي شيء حتى لا أفكر، ولا أشعر بالخوف، لكن لا يفيد.

ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ NoN حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يكاد يكون الخوف أمرا طبيعيا في حياة الإنسان من وقت لآخر، ولكن أن يصل الخوف إلى هذه الدرجة؛ بحيث إن الإنسان يقضي معظم وقته في حالة من التوتر والترقب والخوف؛ لهو أمر قد تجاوز الأمر الطبيعي.

أقول: إن الخوف أمر طبيعي، وخاصة مع التغيرات الكثيرة الحاصلة في العالم؛ بحيث إن الإنسان لا يدري ماذا يأتي به الغد، خاصة أنك أيضا في فلسطين المحتلة، وأنت أدرى بما يجري في فلسطين المحتلة من أحداث مؤلمة، وبحيث إن الإنسان لا يأمن على حاله؛ فهذا أمر طبيعي، ولكن كما ذكرت إذا تجاوز الحدود الطبيعية، فهنا لا بد من العمل على هذا، وقد أحسنت بالكتابة إلينا؛ لأن إدراكك أنك تعيشين حالة خوف غير طبيعية لهو الخطوة الأولى في التغيير، وهنا سأذكر لك بعض العناوين العامة التي يمكن أن تساعدك على التخفيف من هذا القلق والتخوف:

أولا: استمري في إدراك المشاعر التي تشعرين بها، كما فعلت في سؤالك هذا.

ثانيا: ضعي أهدافا واقعية تستطيعين تحقيقها في حياتك مهما كانت صغيرة، فتحقيق الأهداف ولو كانت صغيرة يمكن أن يصرف الذهن عن التخوف من المستقبل.

ثالثا: حاولي أن تتجنبي قراءة المستقبل وتوقعات المستقبل، فهذا ليس بيدنا، وقد لا يفيد كثيرا بل يقعدنا عن العمل.

رابعا: حاولي أن تدركي المخاطر بشكل طبيعي، فلا نضخمها أو نتجاوز حدودها الطبيعية.

خامسا: حاولي أن تمارسي مهارات الاسترخاء؛ كالتنفس، والاسترخاء العضلي، وممارسة ما تستمتعين به من هوايات وأعمال.

سادسا: ونحن نسميها الحضور الذهني: أي عيش اللحظة والمكان الذي أنت فيه بالتركيز على من حولك من ألوان، أو روائح، أو مذاقات؛ بحيث يمنع ذهنك من أن يسبح في الفضاء وفي المستقبل.

سابعا: حاولي أن تتحدثي مع صديقة لك تثقين بها؛ بحيث إنكم تتبادلون مثل هذه المشاعر.

وأخيرا: إذا عجزت عن تحقيق كل ما ذكرته لك واستمر الحال الذي أنت عليه؛ فليس هناك ما يمنع من أن تراجعي إحدى العيادات النفسية، سواء قابلت فيها أخصائية نفسية أو طبيبة نفسية، فكل يمكن أن يساعدك.

ولا تنسي الإقبال على الله: بقراءة القرآن، والدعاء، وحسن الظن بالله سبحانه؛ فبذكر الله تطمئن القلوب، وتذكري أن هذه الدنيا دار ابتلاءات، وما فيها أحد إلا وابتلي، فلا تجزعي ولا تخافي، فالله كتب مقاديرنا جميعا، والملك ملكه سبحانه، والخلق خلقه، والتدبير تدبيره، ولن يحدث في كون الله سبحانه إلا ما أراده وقدره؛ فالمرض والابتلاءات لا تأتي من ذات نفسها، وإنما هي أمور مكتوبة، وما كان مقدرا من القدير سبحانه فمرحبا به، وهذا هو الإيمان بالقدر خير وشره، فلماذا إذا الخوف من المرض؟! والله سبحانه وتعالى هو الذي هو يطعم ويسقي، وإذا أصاب بالمرض فهو يشفي، وقد شرع لنا أسباب التداوي، وشرع لنا ما ندفع به البلاء قبل حصوله وبعد حصوله: من المحافظة على الأذكار، والدعاء، والصدقة، ورتب الأجر العظيم على الصبر والبلاء، ففي كلا الحالتين المؤمنة في خير.

فهيا يا ابنة الإسلام، انهضي من هذا التفكير الذي يقعدك، وأقبلي على ربك، واتخذي الأسباب الممكنة في علاج حالتك، كما ذكرنا مثل قراءة القرآن، واستعمال الرقية الشرعية، وغيرها مما أفدناك به في رسالتنا.

أدعو الله تعالى أن يخفف عنك مخاوفك، ويلهمك صواب القول والرأي والعمل، ويكتب لك تمام الصحة والعافية، ويخفف عنكم في فلسطين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات