السؤال
السلام عليكم
ما الحكمة من جعل المرأة مفعولا، أو بالأصح أن تكون هي الطرف التي يتمتع بها الرجل؟ فهل لأنها الطرف الذي يحمل الجنين؟ ألا يعد من الظلم أن تكون مفعولا حتى وإن كانت سنة الحياة؟ وهذا لا يمنع كونها إهانة؟
السلام عليكم
ما الحكمة من جعل المرأة مفعولا، أو بالأصح أن تكون هي الطرف التي يتمتع بها الرجل؟ فهل لأنها الطرف الذي يحمل الجنين؟ ألا يعد من الظلم أن تكون مفعولا حتى وإن كانت سنة الحياة؟ وهذا لا يمنع كونها إهانة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ TABARK حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونحب أن نؤكد أن النساء شقائق الرجال، وأن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال، وأن الله تبارك وتعالى خلق الرجال بطريقة معينة ليقوموا بأدوار معينة، وخلق المرأة بطريقة معينة أيضا لتقوم بمهام معينة، والنساء شقائق الرجال، والمرأة هي بنت الرجل، وأم الرجل، وأخت الرجل، وليس هناك إشكال، والجمال في هذا التنوع، ولذلك نهت الشريعة أن تتمنى النساء ما عليه الرجال، أو يتمنى الرجال ما عليه النساء، قال العظيم: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما) النساء: 32.
أما مسألة الاستمتاع: فإنه يستمتع بعضهم ببعض، والمتعة مشتركة، وليست من طرف واحد، والطريقة التي تتم بها العلاقة الخاصة أيضا صممها خالق الرجل وخالق المرأة، بالطريقة الصحيحة التي تحقق السعادة للطرفين.
لذلك ما بدأت تظهر مثل هذه الأسئلة الغريبة، إلا بعد أن ظهر من يحاول أن ينكس الفطر ويغيرها، فإن المرأة ظلت وستظل سعيدة بالهيئة التي خلقها الله عليها، وبالأدوار التي هيأها الله لتقوم بها، ما دامت فطرتها سليمة، وما دامت تسير على هدي الأنبياء وخطاهم.
نريد أن نقول أيضا: هناك مفاهيم لا بد أن نصححها، وهي أن كل التوجيهات الشرعية المتوجهة للرجل أيضا متوجهة للمرأة، لأن الله تبارك وتعالى يقول: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) آل عمران: 195.
إذا كان هناك تكاليف خاصة، فهي تناسب الطبيعة الخاصة التي خلق بها كل من الرجل والمرأة، لينجحوا في عمارة هذا الكون، فالرجل يستمتع بالمرأة، والمرأة تستمتع بالرجل، فالرجال خلق الله لهم النساء، وللنساء خلق الله الرجال.
أرجو أن تكون الصورة قد وضحت أمامك، ونتمنى ألا تفكري بالطريقة المذكورة، فليس في هذا ظلم، وأيضا ينبغي أن ندرك أن الرجل عندما يدفع المهر ويقوم بالنفقة؛ فهذا نوع من الإكرام، والوصية توجهت من الله للرجل ومن الرسول صلى الله عليه وسلم، للرجل: (استوصوا بالنساء خيرا)، وهذا من عناية الشريعة بها، والمرأة خلقت من ضلع الرجل، وهي أم الرجل، وهي السكن له، و(هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) سورة البقرة: 187، و(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، البقرة: 228، و(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء: 34].
كل هذا من النصوص مما يدل على تكامل الأدوار، وجمال هذه الأدوار بين الذكر والأنثى، الرجل والمرأة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على فهم هذا الشرع، وعلى تقبل خلقة وفطرة الله، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.