أشعر بالحنين والشوق الجارف لأهلي عندما أخرج للعمل، فما الحل؟

0 10

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب مقبل على مرحلة الثانوية العامة، فقلت لنفسي: سأعمل في إجازة الصيف مدة شهرين، لأننا في حاجة للمال، وأنا لست معتادا على العمل، وأخرج في الصباح ولا أعود للمنزل حتى العشاء، ولكن مشكلتي أني أكون حزينا جدا، لا أعلم لماذا، وأشعر بحنين وشوق جارف للمنزل ولوالدتي وإخوتي، وعندما أتذكرهم قد أبكي، وهذا ما يجعل العمل صعبا علي، فما العلاج لهذا؟

أرجو من حضراتكم أن تنصحوني وترشدوني لما ترونه خيرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أخي الكريم: أولا نحييك على رغبتك في العمل خلال العطلة والاستفادة من وقتك بطريقة إيجابية، فشعورك بالحزن والحنين إلى المنزل والأسرة طبيعي جدا، خصوصا إذا كنت غير معتاد على العمل بعيدا عنهم لفترات طويلة، وهذا الأمر يمكن أن يكون له تأثير عاطفي ونفسي كبير، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

1. حاول أن تتواصل مع والدتك وإخوتك بانتظام خلال يومك، سواء عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل، وهذا سيشعرك بالقرب منهم حتى وأنت بعيد.

2. لا تنس أن تأخذ فترات استراحة قصيرة خلال العمل، واستخدم هذا الوقت للاستماع إلى القرآن الكريم أو قراءة شيء يريحك نفسيا.

3. احرص على أداء الصلوات في أوقاتها، واستغل وقت الصلاة للدعاء والاستغفار، فقد تجد في ذلك راحة وسكينة.

4. حاول أن تذكر الله كثيرا وأنت تعمل، بقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر"، فهذا سيبعث في النفس الطمأنينة والراحة.

5. إذا كان بإمكانك، حاول بناء علاقات طيبة مع زملائك في العمل، فوجود أصدقاء يمكن أن يخفف من شعور الوحدة والحزن.

6. حاول تحقيق توازن بين العمل والراحة، فلا تجهد نفسك أكثر من اللازم، وحاول أن تخصص وقتا لنفسك للراحة والترفيه.

أما من الناحية النفسية، فإن ما تعاني منه قد يكون نوعا من الحنين والقلق بسبب الابتعاد عن بيئة الأمان العائلية، وهذا شيء طبيعي، ولكن إذا كان يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية وعملك، فقد يكون من الجيد التحدث مع شخص مختص في الصحة النفسية، للحصول على نصائح وأدوات للتعامل مع هذا الشعور.

تذكر أن العمل قيمة عظيمة في الإسلام، ونبينا محمد ﷺ كان يعمل بجد، ويشجع على العمل والكسب الحلال، وقد رعى الغنم في مقتبل حياته على مال زهيد في جبال مكة، وهو القائل ﷺ: (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده).

جزاك الله خيرا على مجهودك ورغبتك في مساعدة أسرتك، ونسأل الله أن يوفقك وييسر لك أمورك، ويرزقك السكينة والراحة النفسية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات