السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
توفيت أمي منذ 40 يوما، والحياة صارت سوداء في عيني، فأنا غير متزوجة، وأمي كانت تتمنى أن تراني عروسا، لكن ربنا لم يقدر لي الشخص المناسب.
منذ وفاة أمي أخاف بشدة من العيش في شقتنا، وأشعر أن هناك عفاريت أو جنا يمشي ورائي ويريد أذيتي.
أنا أعيش مع أخي في الشقة هذه، وهو شخص غير بار، ولذلك نحن على قطيعة منذ سنتين، وأشعر دائما أنه سوف يدخل حجرتي ويقتلني، أو ربما يؤذيني، وأشعر دائما أني أريد الصراخ بشدة، وهذا الشعور شعور داخلي دائما.
أفكر في الانتحار، ولولا خوفي الشديد من ربنا لأقدمت عليه، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا: نترحم على روح الوالدة، ونسأل الله تعالى أن يرحمها ويغفر لها، وأن يسكنها فسيح جناته، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يحقق رغبة الوالدة ويقسم لك الزوج الصالح، والذي تسعدين به إن شاء الله.
ثانيا: اعلمي أن الله تعالى هو الحافظ، وهو القادر على حفظك من شر الإنس والجن، ولن يصيبك إلا ما كتبه الله تعالى، ونتمنى أن تكون فترة الوحدة التي تعيشينها بعد وفاة الوالدة فترة قصيرة، وذلك بظهور شريك الحياة الذي يحقق لك الأمن والأمان والستر -إن شاء الله-.
انتظامك في الصلاة وتأديتها في أوقاتها، والمواظبة على أذكار الصباح والمساء هي الوقاية لك من كل ما تخافين منه، من العفاريت، أو من أخيك الذي لا تطمئنين له.
ولا داعي للتفكير في إيذاء نفسك، أو التخلص من حياتك، فهذا ليس هو الحل، إنما الحل هو اللجوء للمولى سبحانه وتعالى، الذي ينزل السكينة على قلبك، فأنت والحمد لله ناضجة ومسؤولة، ولست طفلة، أي: تستطيعين أن تدبري شؤون حياتك الخاصة، فأشغلي نفسك بما هو مفيد.
وحاولي إيجاد أي نشاط تمارسينه بصورة يومية، وكوني صداقات ممن تطمئنين لهن، من الأهل والأقارب والجيران، وقومي بتبادل الزيارات معهن؛ فإن ذلك يملأ الفراغ، ولا تجلسي وحدك لفترات طويلة، بل حاولي بقدر ما تستطيعين أن تندمجي مع أي مجتمع ترين فيه الصلاح.
ولا تقصري في واجب أخيك، وقدمي له كل ما يحتاجه منك بكل احترام وتقدير، واسألي الله تعالى له الهداية، فإنه إن أحبك أكرمك ولم يمسسك بسوء. نريد منك - أيتها الفاضلة - أن تنظري إلى الحياة نظرة إيجابية، وتطلعي إلى المستقبل بروح الأمل والتفاؤل، وأحسني الظن في الله، فإنه لا يخيب رجاءك، وستتبدل - إن شاء الله - الأحوال إلى الأحسن، فما دمت بارة بوالدتك في حياتها ومماتها؛ فتوقعي ما هو أجمل وأفضل بإذن الله سبحانه وتعالى.
وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2240168 - 15807 - 2364663 - 2294112).
وفقك الله وسدد خطاك.