السؤال
أنا فتاة في الـ25 من عمري، أعاني منذ صغري من خوف شديد من أبي؛ وذلك لأني كنت أراه مرارا وتكرارا يضرب والدتي، وحتى الآن يقوم بذلك! فأصبت بعقدة تجاه أبي؛ فأنا الآن لا أحادثه كثيرا، ولا أستطيع أن أناقشه في أمر من الأمور، أو حتى أن أجلس معه، وأحس بأني أكرهه؛ خصوصا حينما تحكي أمي لي عن مشاكلهما! كما أني أصبحت أخشى الزواج؛ لأني أخاف أن يكون مصيري مثل مصير أمي! أرجو المساعدة، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح هذا الوالد وأن يرزقك بر والديك والإحسان إليهما.
فإن الذين يضربون نساءهم ليسوا من الأخيار، وما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده امرأة ولا طفلا ولاخادما، بل نصح من شاوره بعدم نكاح "أبا جهم" لأنه لا يضع العصا عن عاتقه، وقد فسره بعضهم بأنه كان ضرابا للنساء، واستنكر على من يضرب زوجته ضرب العبد، ثم يضاجعها آخر النهار، وقد كان عليه صلاة الله وسلامه يردد على أسماع الدنيا: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
ونحن نتمنى أن تتفادى الوالدة الأسباب التي تجعل والدك يضربها، وأن تذكره بأن الله هو المنتقم الجبار الذي توعد من يعتدون على نسائهم، وينبشون الماشكل، فقال سبحانه: ((فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا))[النساء:34]، وكأنه يقول للزوج الظالم إذا دعتك قدرتك إلى ظلم زوجتك المسكينة فتذكرقدرة الله عليك.
وحق للإنسان أن يتضايق عندما يرى والدته يعتدى عليها من قبل شخص عزيز، مطلوب منها بره أيضا، وهو والدها، ولكن من الظلم أن تظني أن الرجال مثل هذا الأب القاسي، فاجتهدي في طاعة الله، واقبلي بمن يخاف الله ويتقيه، وقد قيل للحسن البصري: (من نزوج بناتنا؟ فقال زوجها التقي، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها).
ونحن لا نوافقك على كرهك للوالد، وكلنا يكره ما يفعله، وهذا الذي يقوم به لا يبرر لك التقصير في بره، فاتقي الله، واجتهدي في الإصلاح بين والديك، وشجعي والدتك على طاعته إذا لم يأمرها بمعصية، فإن أمرها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأرجو أن تعلم الوالدة أن طاعته من طاعة الله.
والله الموفق.