السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا خطبت لابني بنتا، وهي اشترطت أن لا تواجه حال الخطبة ابني إلا بالزيارات العائلية، رغم أنها تعمل بمكان فيه مواجهة مباشرة مع الشباب عامة، هل شرطها يقبل برأيكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا خطبت لابني بنتا، وهي اشترطت أن لا تواجه حال الخطبة ابني إلا بالزيارات العائلية، رغم أنها تعمل بمكان فيه مواجهة مباشرة مع الشباب عامة، هل شرطها يقبل برأيكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الأخت الكريمة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لابنك الخير، وأن يصلح الأحوال.
نتمنى أن نكون فهمنا هذه الاستشارة على مرادها، والذي فهمناه أنك خطبت لولدك فتاة من الموظفات العاملات، ورغم أنها تواجه شبابا في عملها المختلط، إلا أنها تشترط ألا تواجه خطيب المستقبل -أو زوجها في المستقبل- إلا ضمن زيارات عائلية.
نحب أن نؤكد أن هذا الشرط يقبل لكونه صحيحا، ووجودها مع الشباب إذا لم يكن منضبطا فهو مرفوض؛ لأنه خطأ، فما يحصل منها من الخطأ لا يمنعنا من حصول وقبول الصواب.
الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا التوسع معها في الكلام، وإنما القصد من الخطوبة المزيد من التعارف، وهذا التعارف يتحقق بوجود محرم من محارمها، أو في مكان يكونون على مقربة منهم في صالة، والأرحام في الجانب الثاني من الصالة مثلا، يحادثها، يكلمها، يفهم ثقافتها، ويتعرف على دينها، وتعليمها، ويتفقان على وضع الأسس التي تقوم عليها الأسرة، هذا كله لا مانع فيه من الناحية الشرعية.
إذا كنت تستغربين من شرطها فنحن أيضا نشاركك في ذلك، ولكن أرجو أن يقبل منها هذا، لكون الأجانب أيضا لا يستطيعون أن يكلموها كما يكلمها من تقدم لخطبتها، لكون الفرصة هنا أكبر، والهدف هنا واضح، أما هؤلاء فهم مجرد أناس يتعاملون معها، وإن كان الشرع أيضا له حكمه في هذا.
الشرع يريد للمرأة دائما أن تحافظ على حجابها وسترها، وخير لها أن تبتعد عن الرجال، والشريعة تباعد بين أنفاس الرجال والنساء حتى في صفوف الصلاة، فتجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، وإذا اضطرت المرأة إلى أن تكون مع رجال فعليها أن تلتزم بحشمتها، وألا تخضع في كلامها، وأن يكون الكلام مختصرا، وأن يكون الكلام حسب الضرورة.
نسأل الله أن يوفقكم لما يحب ربنا ويرضاه، والعبرة بما يحصل بينها وبين ابنك من انشراح وارتياح وتوافق، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.