معالجة تدليل الوالدين المفرط للبنات

0 484

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أنا وأخي الأصغر ونحن أكبر الإخوان في المنزل، وتأتي بعدنا البنات، فأبي وأمي يهينونني أنا وأخي الأصغر كي يرضيا البنات، فهم يسمعون كلام البنات في كل أمور حياتنا الصغيرة والكبيرة، وحتى الأشياء المصيرية، وأخطاء كبيرة ترتكب بسبب تدليلهم لهؤلاء البنات الصغار، مع العلم أن أبانا يهيننا ويستحقرنا ونحن لا نرد عليه، بل نحتسب عند الله.

فبالله عليكم ماذا نفعل ونحن نشاهد الأخطاء الجسيمة التي تؤدي إلى تشويه سمعتنا عند الناس، وجلب غضب الله على أسرتنا؛ مما ولد تطاول إخوتي الصغار علينا، ولا تحسب أن هذا ضعف منا فنحن ملتزمان بما أمرنا الله به، فلا نعاندهم، ولا نرفع أصواتنا فوق أصواتهم، ولو ناقشت البنات لمجرد النقاش فنتوقع أن يدعو والدانا علينا بأن لا يوفقنا في الدنيا والآخرة، فماذا نفعل؟! ولو ناقشناهم بهدوء ينفعلون فأفيدونا أفادكم الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل: Ali حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-

فنسأل الله العظيم أن يحفظكم ويسدد خطاكم وأن يلهمكم رشدكم وسدادكم.
فكم نحن سعداء بوجود من يحرص على الإصلاح، ويحتمل في سبيل مرضاة الله الأذى والصياح، وأبشرا فأنتما في ظلامنا كالمصباح، يحترق ليدل غيره على طريق الهداية والصلاح، ولن يضيع من يحتسب الأجر ويرغب في الفلاح.

ونحن نقترح عليكم أن تزيدوا في بركم وإحسانكم لوالديكم، ثم بتذكيرهم بواجبهم، وكسبهم إلى صفكم، مع ضرورة اختيار الأوقات المناسبة لنصح الإخوان، وطلب المساعدة في ذلك من الآباء والأمهات، وتقديم اللطف والإحسان للإخوان قبل بذل النصح والإرشادات واللجوء إلى من يجيب الدعوات.

ولا شك أن الإنسان المسلم لا يستطيع أن يسكت عن الأخطاء، فإن فعل كان شيطانا أخرسا، ولكن لابد من حكمة في الإصلاح، واختيار للأوقات، وانتقاء للكلمات، ولطف في العبارات، فإن الله بعث موسى عليه الصلاة السلام إلى عدوه فرعون ثم قال: (( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ))[طه:44]
ومن الضروري كذلك أن نبحث عن المدخل الحسن، كأن نقول لها - يا فاطمة -أنا أخوك وأنت أختي العزيزة، وأنا سعيد بمحافظتك على الصلاة، ولكني أتمنى أن تبتعدي عن مكالمة الشباب، وأن تحافظي على وقارك والحجاب، وأرجو أن تساعديني في نصح شقيقتك فلانة، فإني ألاحظ أنها طيبة القلب، ولكني أخاف عليها من صديقتها فلانة، وذلك لأن سمعتها سيئة، والإنسان يتأثر بجلسائه.

كما أرجو أن يكون بينكما تنسيق وتوزيع للأدوار، فإذا اشتد صالح فينبغي أن يقوم بالدور الآخر شقيقه محمود، فيقول شقيقتي فلانة طيبة وأنا أحبها، وسوف تترك ما يغضب الله. وحبذا لو استبدلتم النقاش بالحوار الهادئ.
ولا داعي للانزعاج إذا دعا عليكما الوالدان، طالما كان همكما رضى الرحمن، فإن الله قال بعد آيات البر في القرآن: (( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ))[الإسراء:25].

مواد ذات صلة

الاستشارات