كيفية تأثير المرأة على خطيبها الذي لا يحمل هم الدعوة والالتزام

0 435

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير الجزاء يا أستاذ أحمد مجيد الهنداوي، وسأكتب الآن لك بعض التفاصيل:

أولا: أنا وخطيبي مكتوب كتابنا؛ لهذا خرجت معه، والحمد لله لم أخرج معه وحدنا رغم ذلك، إلا 3 أو 4 مرات فقط، لكنا نجلس وحدنا أحيانا ولا أعرف ماذا يمكنني أن أساله؛ لأكتشف جوانب شخصيته؟

سألتني أيضا عن المخالفات التي يقوم بها، وسأكتب ما أعرفه، وهي:
- يقضي صلاة الفجر عادة؛ لأنه يكون نائما، فهو يتأخرليلا في النوم، وأحيانا لا يصلي السنن الرواتب بعد كل صلاة، مع أنه يصلي بعض صلواته في المسجد!

- يستمع للأغاني، وأيضا يستمع أحيانا للقرآن والدروس في طريق عمله، ويسهر مع أصحابه أحيانا إلى الفجر، ويقضون وقتهم بلعب (الشدة)، ومشاهدة التلفاز، (ويؤرجلون)، وهو غير ملتح، وهذه أهم المخالفات التي أعرفها عنه.

ولكننا اتفقنا على النهوض لصلاة الفجر أكثر من مرة، وفعلا نهض وصلاها في المسجد، وقال لي مرة: إنه يريد أن يكون أفضل مما هو عليه، ويريدني أن أصبر عليه.

قبل فترة اتصل هاتفيا وقال لي: إنه آسف؛ لأنه لم يحضر لي هدية، فقلت له: لا يهم، وجزاك الله خيرا، فنسي الموضوع كالعادة، لكنه دعاني للخروج ودعاني لتناول الطعام في مطعم، وقال: إنه لا يأتي إلى هذا المكان إلا مع الناس المميزين بالنسبة له، أي: أنني مميزة بالنسبة له!

أما بالنسبة لأخلاقه، فأهم ما أعرفه عنه هو أنه والحمد لله أمين جدا في العمل، حتى أن صاحب العمل يسلمه كل شيء، من نقود وحتى سيارته الخاصة وأوراقه المهمة، ويبعث له رسائل يخبره فيها أنه أفضل من أخ.

وهو أيضا اجتماعي، فله أصدقاء كثر، ويخدم الناس ومحبوب وأنيق في مظهره ومستقل الشخصية، وصاحب قرار، ولكنه في المقابل عصبي جدا، وكسول ويحب النوم كثيرا، ويحلم بحياة عادية جدا، وقد سألته مرة: كيف تريد حياتك؟ فقال: نتزوج ونخلف ونموت وندخل الجنة!

لكن أنا لا أريد أن أعيش هكذا! أريد أن أعمل لدين الله، وأن يكون لنا دور في نهضة الأمة، وأحلم بأسرة مؤمنة مجاهدة تنصر دين الله، وتحمل هم الإسلام والأقصى، وقد أخبرته ذلك فكان عاديا!

لكن أنا قبل أن أوافق عليه -مع العلم أنه من أبناء عمومتي وأخته زوجة أخي- جلست معه وحدنا، وقلت له: إن أهم شيء في حياتي هو الدين والدعوة، فقال لي: إنه لا يمكن أن يمنعني عن أي شيء للدين.

لكن أحيانا كثيرة أخاف أن يعترض أو يمنعني؛ فأنا أخرج مرتين في الأسبوع لحضور مجالس علم وهي حياتي! وأعطي في بيتي درسين في الأسبوع كذلك، وأخبرته بهذا فلم يعترض، ولكنه يسألني أحيانا: لو طلبت منك عدم الخروج، فهل ستوافقين؟ فأخاف أكثر وأجيبه: لا، لن أخرج دون إذنك طبعا، ولكن أنت لن تمنعني عن الدين؟!

ترى كيف يجب أن أتصرف؟ وما هي الأساليب والمهارات التي يجب أن أمتلكها؟ وإذا حزنت أو أحسست بالتقصير منه في أمر من أمور الدنيا، فماذا أفعل؟ وهل أحزن أم أصبر عليه؟ وكيف؟ لأنني أريد دعوته إيمانيا أولا، ثم فكريا، وكيف أكتشف صفاته وأخلاقه؟ وكيف أتعامل معها؟

أما بالنسبة إلى أهله فالحمد لله، إذ هم دار عمي وهم ملتزمون جدا بالدين، وإخوانه متزوجون، ونساؤهم وأخواتهم مختمرات، وأنا والحمد لله لست خائفة منهم في الدين، ولكن كان سؤالي حول كيفية التعامل معهم، خصوصا لأنني أخرج أحيانا من البيت، زخصوصا أمه وأخته وزوجات إخوانه؟ وإذا تدخلوا في حياتنا فكيف أتعامل مع الموضوع؟ خصوصا في حياتي الدعوية؛ لأن بعض البنات يزرنني في بيتي، فكيف يمكن أن أحس بالاستقلالية؟ وكيف أتعامل؟

أثقلت عليك يا أستاذ، وجزاك الله خير الجزاء عني، وأتمنى أن تزودني ببعض المراجع عن الحياة الزوجية، فلربما أستفيد منها، وكيف أؤثر على خطيبي الآن وبعد الزواج؟ فأنا لا أريده مثلي، لكن أريد أن نحقق التكامل لا التماثل، وأرجو أن لا تتأخر في الإجابة علي.
وجزاك الله خيرا!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ أ0أ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهم خطيبك رشده وطاعة مولاه.

فإنه ليس في إطالة فترة الخطبة خير، وما أحوج من عقد على امرأة أن يسارع، وإنما تخرج الفتاة من سلطان أهلها بالدخول عليها، وتكشف حقيقة زوجها بعد الدخول، ونحن نؤكد لك ما قاله شيخنا وأستاذنا الهنداوي، ونرحب بك بين إخوانك وآبائك في موقعك، ونشكر لك الاختيار، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يحشرك مع الأخيار.

وأرجو أن تثني على نجاحاته، وتفتخري بإنجازاته، وتتخذي ذلك مدخلا إلى قلبه، فقولي له: ما أجمل هذه النجاحات لو صحبها محافظة على صلاة الفجر والجماعات، وتقليل من اللعب والسهرات، واجتهدي في معرفة ما يشده لأصدقائه، حتى توفريه له في المنزل، ولا شك أن أهم وسائل التأثير عليه هو حسن المعاشرة له، وإظهار ثمار الالتزام، وذلك بالحرص على راحته، وتقديم طاعته؛ لأن طاعته من طاعة الله، وهي جزء لا يتجزأ من الدعوة إلى الله، فإن الإنسان يدعو إلى الله بأخلاقه وأعماله وسمعته وسيرته، كما يدعو إلى الله بقوله وبكتابته وأفعاله.

وإذا كان الرجل من أبناء عمومتك، وجلست معه قبل القبول به، فهذا يدل على أن القبول جاء عن قناعة، فأرجو أن يقدر الله لكما الخير، مع أننا نتمنى أن تكون مثل هذه اللقاءات في حضور المحارم، حتى تتوفر الضوابط الشرعية، وقد يفيد ذلك أيضا مستقبلا؛ لأنه يوفر لكما من يشهد على شروطك ورغباته.

وأرجو أن تعلمي أن الوضع قد يتغير بعض الشيء في موضوع الأخوات الزائرات، كما ينبغي أن يعلم أنه قد يصعب عليك احتمال سهره على المنكرات، وتقديمه لأصدقائه على أهله والواجبات، وجلوسه خارج المنزل بالساعات، ولذا فلابد لكل طرف من تقديم بعض التنازلات.

وإذا كانت أسرة عمك من الملتزمين، فتلك نعمة من رب العالمين، وأرجو أن تتفقي مع زوجك في أول ليلة على منهج لحياتكم الزوجية، ومن الضروري أن تتفقوا على عدم إخراج مشاكل المنزل إلى الخارج، واحرصي على احتمال الأذى إذا حصل من جانب والدته وأخواته؛ لأن ذلك لون من حسن العشرة، وانتفعي من صواب يقال، ولا تلتفتي إلى القيل والقال، وكوني نموذجا للدعاة في الصبر والاحتمال، وتوقعي الخير، وعليك بحسن الفأل.

ولابد أن يكون لكل زوجة مقدار معقول من الخصوصية، حتى لو كان سكنها مع أهل زوجها، وهذا أمر ينبغي أن يكون واضحا، ولكننا لا نفضل أن تكون الداعيات بمعزل عن المسلمات، حتى لا يتهمن بأنهن متكبرات، كما أن وجودكن وسط النساء يهيء لكن فرص الإصلاح والتوجيه، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر علي أذاهم.

أما بالنسبة للكتب التي تتحدث عن الحياة الزوجية فهي كثيرة جدا، وقد كتب في هذا الجانب عدد من الأساتذة والأشياخ، مثل الأستاذ جاسم المطوع، ومحمد سعيد مبيض، والبعلبكي، ولا يستغني الباحث في هذا الجانب عن متابعة مجلة الفرحة، ومن المفيد الاستماع للمشايخ الذين تكلموا عن الحياة الزوجية في أشرطة ومحاضرات، مثل الشيخ محمد المختار الشنقيطي وغيره،
ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يلهمك السداد.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات