السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 50 عاما، وأجريت منذ 4 شهور قسطرة للقلب، وتم تركيب دعامة في الشريان التاجي الأيسر، حيث إنه كان مغلقا بنسبة 85%.

الآن أعاني من ألم يمتد من الورك الأيسر إلى خلف الساق، وهو إحساس يشبه الشلل والعرج، ويظهر عند المشي لأكثر من 4 أو 5 دقائق، ويختفي الألم عند الجلوس أو التوقف عن المشي، فهل له علاقة بالقلب أو الأوعية الدموية، أم هو ألم مختلف؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الواقع فإن السبب الذي أدى إلى ضيق الشرايين التاجية، وما تلا ذلك من تركيب دعامة في الشريان للعمل على فتحه وتجنب الانسداد، هو ذات السبب الذي أدى إلى ضيق الشرايين في الساق، مما يقلل من التغذية الضرورية والمطلوبة للساق، وهذا يؤدي إلى ما يسمى العرج المتقطع، أو Intermittent claudication.

ومفهوم العرج المتقطع هو حالة تتميز بألم أو تشنج في الساقين، يحدث أثناء النشاط البدني، مثل: المشي، أو صعود السلالم، وينجم عن ضيق في أحد الشرايين التي تغذي الساقين بالدم، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم، ومع الراحة والجلوس والتوقف عن النشاط؛ تقل حاجة الساق إلى الدم والأكسجين، ويختفي الألم، لكن يعود بعد فترة من مزاولة النشاط والمشي مرة أخرى.

ومن أهم أسباب ضيق الشرايين في القلب والساقين: التدخين، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، الدهون الثلاثية، ضعف اللياقة البدنية، وقلة ممارسة الرياضة.

والمفروض الآن -وبعد تركيب الدعامة-، أن يكون لديك برنامج علاجي يشمل: تناول الأسبرين مضاد التجلط، تناول الأدوية التي تعالج ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول، وتناول أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

ومن المهم كذلك فحص السكر التراكمي، والسكر الصائم؛ للتأكد من عدم وجود مرض السكر، وضرورة فحص صورة الدم؛ لعلاج فقر الدم -إن وجد-، مع ضرورة ضبط مستوى فيتامين D، وفيتامين B12، والتوقف عن التدخين -إذا كنت مدخنا-، والعمل على إنقاص الوزن، كل ذلك يعطي المزيد من الحماية للقلب وللساقين، ويجنبك مخاطر ضيق الشرايين وجلطات الساقين.

وفقك الله لما فيه الخير.