هل أستمر مع الخاطب رغم عدم الشعور بالسعادة العارمة؟

0 31

السؤال

السلام عليكم

لي زميل في نفس الكلية -هندسة مدنية- ولكن الاختصاصات مختلفة، فأنا هندسة بناء، وهو هندسة مواصلات، قبل سنة تقريبا علاقة الزمالة أخذت مجرى آخر، كنت أحاول الابتعاد مرارا بسبب خوفي من الله، وعدم توفيقه لي، ولكن شاء الله أن نبقى سويا، في هذا الشهر وبسبب إصراري على الحلال، تقدمنا مرحلة تعارف على أهلي، وتعرفت على أهله (هذا غير متعارف في بلادنا، ولكن بسبب رغبتي في الحلال، ورضا الرحمن، ذهبت وتعرفت على أهله؛ لأنهم على حد قولهم بعد تعرفهم علي سوف يأتون لزيارة أهلي، وهذا كان كاتفاق بين والدتي ووالدته؛ وذلك بسبب مرض أبيه الذي أقعده) والآن أنتظر قدوم أهله للتعرف على أهلي، وكما فهمت من الشاب أن ذلك سيكون بعد أسبوعين.

مشكلتي معه أني أشعر أني أذكى منه، وأكثر خبرة في الحياة، وأكثر حيوية، رغم أنه يصغرني سنا بأربع سنوات، وأظن أن سبب خبرتي وذكائي هو بسبب أني أكبره بأربع سنوات وشهرين، وأيضا أخاف من أنه غير جاهز للزواج من ناحية البيت، ولكن كما أعرف أن عائلته مقتدرة ماليا، وتستطيع مساعدته لشراء منزل أو إيجاره.

نسبه يشرف؛ فهو من عائلة متعلمة من جهة الأم والأب، يعجبني به رحمته وحنانه، وخلقه الحسن، واحترامه، وتقديره للمرأة، عندما مرضت وقف معي، وبقي بجانبي، وأول ما لفتني هو أخلاقه العالية.

أشعر كثيرا من الأحيان بتردد بمشاعري، أحيانا أشعر ببرود، وبتردد أن أستمر أو لا؛ لأني لا أشعر بسعادة عارمة تغمرني، علما أني كنت سابقا في علاقة قبل حوالي أربع سنوات، وكنت أشعر بسعادة أكبر، ولكني لم أكن مرتاحة لطوله؛ لقد كان كطولي، بينما هذا أطول مني بكثير، وكنت سابقا أشعر معه براحة أكبر، ولكني لا أشعر بالسعادة العارمة، وأحيانا لا يفهم "نكاتي"، أنا بطبعي فكاهية.

علما أني استخرت الله في الاثنين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على الخير والحلال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال.

لا شك أن الأولى هو الذي يسبق بالطريقة الصحيحة، ويأتي بأهله إلى أهلها الأحباب، ويحصل التوافق الأسري؛ لأن الزواج ليس علاقة بين شاب وفتاة، لكنه علاقة بين أسرتين، وبين بيتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمات، وفي الطرف الثاني أخوال وخالات، فنسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

ولذلك أرجو أن تبقى المشاعر منضبطة، تقيد بأحكام الشرع، حتى يتأكد إمكانية الارتباط وحصول التوافق بين الطرفين، وأرجو نسيان الشاب الأول الذي تعرفت عليه، والذي نفرت منه لأسباب معروفة، ولكننا نحب أن ننبه إلى أن الفتاة لا يمكن أن تجد شابا خاليا من النقائص والعيوب، كما أن الشاب لا يمكن أن يفوز بفتاة بلا نقائص ولا عيوب، فنحن بشر والنقص يطاردنا، لكن التركيز ينبغي أن يكون على الدين؛ لأن كل خلل وكل نقص يمكن للدين أن يصلحه، وما لكسر قناة الدين جبران.

والشريعة توجهت إلى المرأة وأوليائها، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وتوجهت للرجل ومن يطلب الزواج فقال عليه الصلاة والسلام: (فاظفر بذات الدين). فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينكم على المعايير الصحيحة في تأسيس الأسرة، وأن يعينكم على التقيد بالأحكام الشرعية، وسعدنا من خوفك من حصول مخالفات في هذه العلاقة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك وله الخير.

أما بالنسبة لما يحصل من تردد فأرجو أن تبعدي هذا، ولا يخفى عليك أن المؤمنة إذا ترددت واحتارت؛ فإن عليها أن تسارع إلى صلاة الاستخارة، والتي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا دليل على أهميتها، ثم عليك أن تشاوري محارمك من الرجال؛ فالرجال أعرف بالرجال.

ولا أعتقد أنه من المناسب أن يأتي ذكر الصاحب الأول مع وجود هذا الذي يتقدم الآن، ويريد أن يأتي بأهله، بل ننصح بكتمان تلك العلاقة، وعدم الحديث عنها، وإذا ذكرك الشيطان بها فتجنبي التمادي فيها، والمقارنة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير.

والفتاة لا بد أن تركز على هذا الذي يريد أن يأتي بأهله، ويريد أن يطرق الباب؛ فالجدية أيضا مطلوبة، ولها أثر كبير، فنسأل الله أن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات