السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 24 سنة، -والحمد لله- محافظ على صلواتي وأذكاري، وملتزم دينيا.
كنت خاطبا لفتاة، وتعرضت لصدمة نفسية شديدة منها، ومن أسلوبها؛ أفقدتني جميع لذاتي بالحياة، وأحسست باختناق ووجع في الجسم، وحرقان في البطن والجسم، وخنقة في الصدر، وأحس بكهرباء تملأ جسدي، وتصل لآخر أقدامي، ولدي عدم لذة من الجنس تماما، ولا أرغب بالزواج، ولدي ضعف شديد في الانتصاب، ولا أرغب في التحدث مع أحد، ولم أعد أحب نفسي، ولا أي أحد، ولدي تبلد في جميع مشاعري، وفقدان الرغبة في الحياة، والرغبة في الموت!
مع العلم أنني قبل حدوث تلك الصدمة الشديدة كنت سعيدا جدا في حياتي طوال عمري.
والآن أعاني من اكتئاب حاد منذ 10 أشهر، ولا أعرف كيف أخرج منه؟ جربت كل الحلول، وعملت الرقية الشرعية، ومارست الرياضة، وحاولت فعل كل شيء يعيد لي ولو شيئا بسيطا من رغبتي ولذتي في الحياة وفي كل شيء.
ماذا أفعل؟ أخبروني: هل أتناول دواء السيرترالين؟ وكيف أتناوله؟ وماذا أفعل كي تعود لي لذة الحياة؟
مع العلم أنني أود أن أرجع طبيعيا مرة أخرى، ولكن التعب والإرهاق، والحزن الشديد يمنعني عن ذلك!
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يجب أن تكون على قناعة مطلقة أن تلك الفتاة التي تخطبها إن كان في زواجكما خير كان الزواج سيتم؛ وبما أن الله قد صرفك عنها وصرفها عنك فهو علامة على عدم الخير لكما، ونسأل الله أن يجعل لكم الخير حيث كان، فيجب أن تكون قناعاتك بهذه الكيفية، ويجب ألا تكون ضعيفا أمام هذا الموقف الوجداني.
أنت ذكرت أنك فقدت رغبتك في أشياء كثيرة، والذي استوقفني حقيقة هو ما ذكرته، وهو (لدي عدم لذة من الجنس تماما)؛ أتمنى ألا تكون تقصد أن لديك تجارب جنسية، أنا طبعا لا أتهمك بذلك، لكن رأيت من الواجب أن أسألك حول هذا الأمر؛ فالممارسة الجنسية يجب أن تتم في نطاق الزوجية وفي الحدود الشرعية؛ لأن من تجاوز ذلك فقد ظلم نفسه، قال تعالى: {فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}.
طبعا افتقادك للرغبة وضعف الانتصاب، هذا كله أتى من الحالة النفسية التي حدثت لك، والتي ظهرت في شكل ما يمكن أن نسميه بالقلق الاكتئابي، وإن كان حدث لك نوع من عصاب ما بعد الصدمة؛ لأنك لم تتحمل هول الحدث، ومفارقة هذه الفتاة، لكن -يا أخي- الخير فيما اختاره الله، {وعسى أن تكرهوا شيئا هو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، هذه هي المبادئ التي يجب أن تأخذ بها -أخي الكريم-.
علاجك ليس دوائيا في المقام الأول، علاجك يجب يكون من خلال الإقناع الذاتي الفكري، وهو أنك بخير، وأن ما حدث -إن شاء الله تعالى- فيه خير لك، وأن النساء كثر، وتسأل الله تعالى أن يرزقك المرأة الصالحة، هذا هو كل المطلوب وليس أكثر من ذلك.
ويجب أن تصرف انتباهك عن هذه المشاعر السلبية، بأن تكون شخصا مفيدا لنفسك ولغيرك، تنظم وقتك بصورة صحيحة، أن تكون لك: أهداف، وآمال، وطموحات، وتضع: الآليات، والطرق، والوسائل للعملية التي توصلك إلى أهدافك، يجب أن تحسن وقتك، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون بارا بوالديك، وأن تهتم بغذائك، والحمد لله أنت محافظ على صلواتك وأذكارك، وملتزم دينيا.
أسأل الله تعالى أن يزيدك من ذلك، وعليك طبعا بصحبة الصالحين؛ هذا كل الذي أود أن أنصحك به.
أما بالنسبة للدواء: أرى أن دوره ثانوي جدا، وإن أردت أن تتناول الـ(سيرترالين) وهو الـ(لوسترال) والذي يسمى (زولفت) ويسمى (مودابكس)؛ فليس هنالك ما يمنع، تناول جرعة صغيرة لمدة قصيرة، ابدأ بتناول نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة يوميا -أي خمسين مليجراما- لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناوله.
وللفائدة راجع هذه الروابط: (278495 - 2110600 - 283219).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.