السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: تعريف بسيط عني: أنا شاب عمري 15 سنة، -الحمد لله- منتظم في الصلاة، ولا أسمع الأغاني.
لدي موضوع أود طرحه: كنت أذهب للدروس في عمر 13 سنة، وأنا طالب عادي، وكانت معي في الدرس فتاة، وهي أجمل فتاة رأيتها، والله يشهد أني لا أراها، بل كانت النظرة الأولى بدون قصد، وكانت على علاقة مع ولد أخلاقة غير جيدة، -أسأل الله أن يهديه-، كان يكلم الفتيات، ويشرب السجائر ليعجب البنات، ويتصور بالسلاح الأبيض.
كنت أدعو لها بالهداية، مع العلم أني كنت لا أصلي، ولا أعرف كيف تكون الصلاة، وبعد مرور عامين تحجبت الفتاة، لكن الحجاب غير كامل، كانت تلبس البنطال، وتنشر الأغاني، وفي إحدى المرات نشرت القرآن عندما تركها ذلك الشاب، علما أنه تركها وهي ما زالت تتابعه في تطبيقات التواصل الاجتماعي، فماذا أفعل؟
شغلت وقتي بالعبادة، وأنا لا أريدها أن تدخل النار، أود أن ندخل الجنة سويا، وهي في عمري، فكيف أحصل على وظيفة تسد الحاجة الشهرية للبيت فيما بعد، والأحوال في بلدي ليست جيدة، ولا يمكن الحصول على وظيفة قبل عمر 24 سنة.
علما أن الفتاة جميلة وسيتقدم لها عرسان كثر، وأخاف أن تتزوج، وأنا منيت نفسي دون فائدة، وضيعت عمري وأنا تائه جدا.
ولكم جزيل الشكر على جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على طاعة الكبير المتعال، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أول ما ندعو شبابنا هو أن يحرصوا على طاعة الله، وأن يحرصوا على غض أبصارهم، ولا ننصح بالتفكير في هذا الأمر في الوقت المبكر، ونسأل الله أن يعين الشباب على الاستجابة لأمر الله تعالى، فإن في أمر الصلاة والمحافظة عليها والطاعة لله وغض البصر؛ الخير والطمأنينة والسكينة والأمان النفسي الذي يسعد الإنسان، بل يعيش الحياة الطيبة التي يتمناها كل واحد منا، قال العظيم: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
ولذلك أرجو أن تشغل نفسك بطاعة الله تبارك وتعالى، وإذا كانت الوالدة موجودة فلا مانع من عرض الأمر عليها، حتى تتواصل مع أم الفتاة، وربما تستفيد من رأي أفراد أسرتك في هذه المسألة؛ لأن العلاقة ليست بين شاب وفتاة فقط، ولكنها بين بيتين وبين أسرتين، ومعلوم في مثل هذه الأحوال التي يحتاج فيها الزواج إلى وقت طويل، لا بد أن يكون مجرد كلام، أن تذهب الوالدة وتتعرف إليهم، وتقول: "بنتكم هذه نريدها لولدنا فلان بعد أن يكملوا دراستهم"، مثل هذا النوع من الكلام قد يكون مفيدا في مثل هذه الأحوال.
ولكن نحن نرى أيضا -كما يظهر لك- أن العمر أمامكم طويل، وأن الانشغال بمثل هذه الأمور والاهتمام بها منذ هذا الوقت يؤثر على دراسة الإنسان ومستقبل الإنسان وعمل الإنسان، وهذا ما لا نريده، كما أن الإنسان عندما يختار ينبغي أن يختار الفتاة التي تواظب على صلاتها وحجابها وطاعتها لربها، وأرجو أن تعلم أن الجمال لن يكون في فتاة واحدة، بل كل فتاة جميلة بحيائها وحجابها، وسترها وطاعتها لربها تبارك وتعالى.
عليه: نتمنى أن يكون همك الأول الطاعة لله تبارك وتعالى، ثم الجدية في حياتك، والاستعداد للزواج؛ لأن الزواج من الفتاة المذكورة أو من غيرها يحتاج إلى شيء من الاستعداد وشيء من البذل.
كذلك ينبغي أن تشرك الأسرة في هذا المشروع؛ لأنهم شركاء، والإنسان لا يستطيع أن يسعد وحده، بل الأسرة أيضا ستسعد معه، ولهم رأي في هذا الاختيار.
الأهم من ذلك هو أن تتواصل الوالدة، أو تتواصل إحدى أخواتك، أو إحدى خالاتك، أو إحدى عماتك مع أمها، وسيكتشفون بعد ذلك إمكانية الاستمرار في العلاقة، وإمكانية أيضا تكوين أسرة مستقبلا، أم أن الفتاة مرتبطة، وقد أيضا -من خلال التعارف- ينتج نفور وعدم قبول بإكمال هذا المشوار.
ولذلك نحن لا نريد للشباب والفتيات أن يرتبطوا مبكرا ثم يفاجؤوا برفض الأسرة، أو بعدم إمكانية إكمال العلاقة لأي سبب من الأسباب.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.