السؤال
السلام عليكم.
عمري 30 سنة، وجدت لي أمي بنتا للزواج، البنت عمرها 29 سنة، وقد رأيتها، وسمعتها طيبة، لكن أنا في حيرة من أمري، البنت قريبة من الثلاثين، وأخبرني أحد أقاربي أن المرأة تكبر بشكل أسرع، وأني لو خطبت بنتا بعمر 22 أو 23 يكون أفضل؛ لأن المرأة بعد الزواج -ومع الحمل تتغير-، وأنا محتار جدا: هل أكمل الزواج أم أتراجع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fares حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يسعدك، وأن يصلح الأحوال، وهنيئا لك بهذه الفتاة التي رضيتها الأم، واختارتها الأم، ووجدتها صاحبة سمعة جيدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.
ونحب أن نؤكد أن التساوي في العمر، وكونها أصغر منك بقليل -أو كونها أكبر منك- كل ذلك لا يؤثر إذا وجد الارتياح والانشراح والقبول من الطرفين، فعاطفة الحب، والنجاح في الحياة لا يعرف فوارق الأعمار؛ لأن التلاقي بالأرواح، وهي (جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
والإنسان يكون سعيدا عندما يجد الفتاة التي يرتضيها، ويرتاح إليها، ويقبل بها، ويجد فيها الصفات الجميلة، وأولها الدين، ومع ذلك ترضاها الوالدة وتحبها وتميل إليها؛ لأن في هذا عونا للإنسان على النجاح، عونا للإنسان على أداء الواجبات، وهذا مبشر بأن علاقة الأم بها ستكون جيدة بإذن الله، وهذا من أكبر ما يعين الرجل على الطاعة؛ لأنه بعد الزواج سيعلم أن لوالدته حقوقا عظيمة، ولزوجته حقوقا، والجمع بين حق الزوجة وحق الأم من التوفيق، ومن أسرار النجاح في الحياة الزوجية.
ولذلك أرجو أن تمضي في هذا المشوار، ولا تقف طويلا أمام الكلام الذي سمعته، والذي يطالبك فيه هذا القريب بأن تتزوج فتاة فارق العمر بينك وبينها سبع أو ثمان أو عشر سنوات، أو غير ذلك، ولا يخفى على أمثالك أن النبي (ﷺ) تزوج عائشة، والفرق بينه وبينها كبير جدا، وتزوج خديجة وهي تكبره بسنوات من العمر، وأسعد الجميع عليه صلاة الله وسلامه.
لذلك نحن نميل إلى أن تمضي في هذا المشروع، الذي بدأته الوالدة، ووجدت فيه بوادر الخير والارتياح والانشراح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.