السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لدي صديقة تكبرني بسنتين، تتصرف تصرف الشباب في لبسها وحركاتها وتصرفاتها، ولها هيئة الشباب، والمشكلة أنها تكذب على البنات لتقول لهم أنها ولد كي توقعهم في حبها، والمشكلة أن البنات يصدقونها! حاولت أن أصلح بشتى الطرق ما تعمله، لكن لا فائدة، وكذلك حاولت مع البنات التي كذبت عليهم لكن لا فائدة، بل يظنون أني أريد أن أفرق بينهم.
فما تفسيركم لهذه الحالة الغريبة؟ وهل من حل لأن أرد الفتاة إلى صوابها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Meryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك وأن يلهم صديقتك رشدها وصوابها.
إن انسلاخ الفتاة عن فطرتها وتقليدها للشباب يدل على خلل في التربية، وبعد عن السنة والكتاب، ومخالفة للأعراف السليمة والآداب، ونسأل الله أن يرد صديقتك للصواب، وأن يفتح لك من الخيرات الأبواب، ولا يخفى عليك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم لعن المسترجلة من النساء، ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
وورود اللعن في كلام الله أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور يدل على أنه من كبائر الذنوب، وعندما شاهد ابن عمر رضي الله عنه امرأة تضع العصا على عاتقها وتعلق يديها بالعصا كما يفعل الرجال، قال لها (لعن الله المسترجلات) وشاهدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها امرأة تلبس نعلا يلبسه الرجال، فقالت: (لعن الله الرجلة من النساء).
وليس من مصلحة هذه الصديقة التمادي في هذه المخالفة التي تجلب غضب الله، والبغض والكراهية من الرجال والنساء، وذلك عندما تظهر حقيقتها، وإذا تخلت المرأة عن أنوثتها فإنها تفقد أجمل ما فيها.
ولعل من أسباب هذه الظاهرة ما يلي:
1- وسائل الإعلام الفاسدة التي تعرض الشذوذ، دون وازع من خلق، أو رادع من دين.
2- وجود التعليم المختلط.
3- غياب دور الآباء في التربية؛ لأن الأم إذا قامت وحدها بالتربية قد يتسبب ذلك في وجود رجال مائعين ونساء مسترجلات، خاصة إذا كان في البيت أبناء دون وبنات.
4- وجود البنت الواحدة بين إخوانها الذكور وعدم شعورها بالخصوصية.
5- عدم التفريق بين ثياب الطفل والطفلة، مع أن ابن مسعود رضي الله عنه لما وجد طفلا يمشى في ثوب من حرير قام بشق الثوب نصفين، وقال للطفل: (قل لأمك تكسوك غيره) قال العلماء ويقاس على هذا كل شذوذ.
ومما يساعد على العلاج ما يلي:
1- اللجوء إلى الله وسؤاله الهداية لصديقتك.
2- تذكيرها بأن الذي تفعله من المحرمات وأن فاعلته من الملعونات.
3- تخويفها من أثر هذه التصرفات على سمعتها ومستقبلها.
4- تعليمها بأن حاجة الفتاة لأنوثتها لا تنفصل عن كيانها وسعادتها، والحياء للفتاة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الفتاة حياءها كانت عرضة للألسن والأعين.
5- تذكيرها بأن استمراها على هذه التصرفات يدل على أزمات نفسية واضطرابات تحتاج إلى علاج، وأن الهزل لا ينفع في هذه الأمور.
6- دعوتها للتوبة النصوح.
ونسأل الله أن يلهمها السداد والرشاد، وأن يوفقك لما فيه رضى رب العباد.
والله الموفق.