خرجت زوجتي للعمل دون إذني وأيدها والدها على ذلك!!

0 1

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت ولم تشترط زوجتي العمل، وبعد عدة سنوات أخبرتني أنها ترغب في العمل، ورفضت ذلك، فقامت بالتقديم على وظائف دون علمي، إلى أن جاء اليوم الذي أرادت الخروج فيه لمقابلة شخصية، ورفضت خروجها من المنزل، وأصرت على الخروج، وأخبرتها: أنت بين خيارين: البيت أو الوظيفة، وبالفعل خرجت دون إذني، ورفضت عودتها إلى المنزل.

علما أني أخبرت والدها أنها تبحث عن وظيفة، وأنا أرفض ذلك، وقال: لا تحمل هم وظيفتها، فلو توظفت فسيقف أمامها، ولن يسمح لها بذلك، ولكن عندما توظفت أبلغته بما حصل، فأيدها على ذلك، وقال: إن كنت تريدها سأرجعها لك وهي موظفة، قلت له: هذا لم يكن اتفاقنا، ولا تزال زوجتي على ذمتي، وأمضت قرابة أربعة أشهر وهي موظفة، وتعيش في بيت والدها مع أولادي، وأنا أنفق على أولادي بحوالة مالية نهاية كل شهر، وطلبت الطلاق، ولا تريد العودة إلى بيت الزوجية.

سؤالي هو: هل تعد زوجتي ناشزا؟ خصوصا وأنها خرجت من المنزل دون إذني، وقدمت على الوظيفة دون علمي؟ وعند وقوع الطلاق، هل أظلم بهذا الفعل الذي فرق بيني وبين أطفالي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجتك ومن يشبهها في التفكير من النساء إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

بداية لا شك أن الزوجة ناشز بخروجها دون إذنك، وبإصرارها وتماديها، ووالدها أيضا لم ينصح لها، ولم يصدق معك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير وأن يعوضك خيرا.

نحن حقيقة لا نؤيد الاستعجال بمسألة الطلاق، إذا كانت الزوجة ستقوم بواجباتها، وأنت صاحب القرار، أنت من يقدر هذا، ما حصل منها معاصي تحاسب عليها، وهي على خطر عظيم، لكن الإنسان في مثل هذه الأحوال ينبغي أن يدرس الموضوع دراسة شاملة، تراعي مصلحة الأطفال، وتراعي إمكانية التعايش مع الزوجة -والحالة هذه- خاصة إذا كانت تقيم بقية الأوامر الشرعية كالصلاة والصيام، وتقوم بما عليها، وهي ناجحة في تعاملها مع أبنائها واهتمامها بهم، وتمكنت من التوفيق بين مهامها في الخارج ومهامها في الداخل، هذا كله يدعونا إلى أن نطلب منك ألا تستعجل، لكن في النهاية أنت صاحب القرار، وأنت صاحب المصلحة، وهي ظالمة ومتجاوزة بلا شك، ولكن نحن لا نريد للخطأ دائما أن يقابل بالخطأ.

وإذا حصل الطلاق فهي ظالمة لنفسها وظالمة لأولادها وظالمة لك، لكن الذي يملك الطلاق هو أنت صاحب القرار، لذلك نتمنى دراسة هذا الموضوع من كافة جوانبه، ونحن لا نريد أن نؤثر على قرارك، لكن لا نؤيد الاستعجال والإقدام على الطلاق دون دراسة شاملة لمصلحة الأبناء ولمصلحتك ولمصلحتها أيضا، فالمرأة تحتاج إلى نصح، وتحتاج إلى من يرشدها، وكنا ننتظر هذا من والدها ومحارمها.

لكن أرجو أن تعلم أن هذه الحياة مدرسة، وأن الإنسان يتعلم الكثير من المواقف التي تمر عليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجلب لك الطمأنينة والسعادة، وأنت (أكرر) أنت صاحب القرار، ونتمنى أن يكون القرار مدروسا، وأرجو ألا تترك لها الأطفال، بل تواصل معهم وقم بما عليك من الناحية الشرعية، ونسأل الله أن يبارك لك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات