أختلق المشاكل ولا أعتذر عن أخطائي، فكيف أقوم سلوكي؟

0 19

السؤال

السلام وعليكم ورحمة لله وبركاته.

أنا شاب، عمري 35 سنة، أحب العمل ولكني متقلب المزاج بشكل مزعج، ولست اجتماعيا بسبب ظروف البلد التي أنا موجود فيها.

حينما أكون على خطأ ألوم الطرف الآخر ولو كنت أنا المخطئ، ولا أتنازل وأعتذر.

خطبت فتاة ومنذ خطبتنا وأنا أختلق المشاكل معها، مع أني أنا المخطئ. أكون إيجابيا لمدة ساعة أو ساعتين، ثم أختلق مشكلة بدون أي سبب!

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نحيي تواصلك مع الموقع، ونشكر لك حبك للعمل، وندعوك إلى أن تتواصل اجتماعيا مع الأخيار، والمرء حيث يضع نفسه، وقل لي: من تصاحب؟ أقل لك: من أنت.

فأرجو أن تعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به، وتذكر أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن، فلا بد أن يطيل باله، ويحسن أخلاقه، ويتعامل مع الناس بلطف، ومهما كانت الظروف التي في البلد أو حولك؛ فهذا لا يبرر للإنسان أن يقع في الغلط، وأن يرتكب الخطأ، وإذا وقع الإنسان في الخطأ فعليه أن يعجل بالتوبة، ويحرص على الاعتذار إن كان مخطئا، والأفضل من ذلك تجنب الخطأ، لكن إذا أخطأ الإنسان فإن الاعتذار يجعل مقامه كبيرا، ومنزلته رفيعة، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

وأولى الناس بحسن المعاملة الفتاة التي ترتبط بها، وتجنب افتعال المشاكل؛ فإن هذا يعطي انطباعا سالبا، ونسأل الله أن يعينك على الخير، والإنسان بحاجة إلى أن يدير غضبه، والذي يقهر نفسه ويسيطر على غضبه أفضل من الذي يفتح مدينة؛ لأن هذه هي البطولة، ففي شريعتنا ليس الشديد الذي يصرع الرجال، ولكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ليس ‌الشديد ‌بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).

نوصيك بأن تكثر من الدعاء، وتكثر من الذكر والاستغفار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، واقرأ الأذكار صباحا ومساء، وحاول قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من أن تذهب إلى راق شرعي يقيم الرقية الشرعية على قواعدها وضوابطها.

وتذكر أن الناس يعاملون الإنسان بمثل ما يعاملهم به؛ فالذي يحسن يعامله الناس بالحسنى، والذي يسيء لا بد أن يجد صعوبات في حياته، ويجد من الناس الجفاء والبغض له في قلوبهم.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك على التدرب على الصبر والاحتمال، فما أعطي إنسان بعد الإيمان عطاء أوسع من الصبر، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات