السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ما يقارب السنة وأنا أعاني من رعشة في اليدين، وتكون في النهار فقط، وتزداد عند التوتر والقلق والعمل، وتختفي عند الراحة، وفي المساء.
أخشى أن يكون السبب (باركنسون)، وقد صرت لا أنام الليل من التفكير، وعملت تحليل الغدة والدم، وكان كل ذلك طبيعيا -والحمد لله-.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.
الرعشات التي تحدث مع متلازمة (باركنسون Parkinson's) أو ما يعرف بـ (الشلل الرعاشي) هي حقيقة رعشة ورعشات ذات خصائص معينة جدا، كما أنها تأتي في أعمار متأخرة نسبيا، وليس في مثل عمرك؛ فأنا أستبعد تماما أنه لديك علة الباركنسون.
بما أنه لديك القلق والتوتر، فهذا يزيد من هذه الرعشة؛ وهو العامل الرئيسي لها، وهذه نسميها بالرعشة العصبية أو الرعشة العصابية، وقد أحسنت في أنك قد قمت بفحص الغدة الدرقية، نعم؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية كثيرا ما يكون مرتبطا بالإصابة بالرعشة، خاصة في اليدين.
أنا أنصحك حقيقة إذا كان بالإمكان أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا؛ هذا سيكون أمرا جيدا، وإن لم يكن ذلك ممكنا، فأنصحك بأن تتجنبي الكتمان، وأن تعبري عن ذاتك، هذا نسميه بالتفريغ النفسي، وهو يقلل كثيرا من التوتر.
عليك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، وكذلك تمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، ذات فائدة عظيمة جدا في هذه الحالات، وهنالك برامج على اليوتيوب توضح ممارسة هذه التمارين.
كما أنه لا بد أن تقللي أو تتوقفي عن تناول الكافيين (Caffeine)، وكما تعرفين فإن الكافيين موجود في الشاي، وفي القهوة، وفي البيبسي والكولا والشكولاتة، وحتى في بعض الأجبان، فالكافيين قطعا هو أحد المثيرات التي تؤدي إلى الإصابة بالرعشة، خاصة إذا تناوله الإنسان بكثرة ولم يقلل منه.
قطعا ممارسة الرياضة -كرياضة المشي أو أي رياضة أخرى تناسب المرأة المسلمة- أيضا ستكون جيدة ومفيدة.
من الأدوية البسيطة جدا والتي لا تحتاج لوصفة طبية، وهو دواء ناجع جدا لهذه الرعشة هو عقار (إندرال Inderal) والذي يعرف علميا باسم (بروبرانولول Propranolol) يمكنك استعماله بجرعة عشرة مليجرامات صباحا ومساء، وهذه جرعة صغيرة جدا، وإن انتفعت بها فخير، وإن لم تنتفعي فلا بد أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.