السؤال
أود أخذ رأي الدكتور محمد عبد العليم في استشارتي السابقة رقم:
253593
وهذه هي الاستشارة:
والدي أصيب بجلطة في المخ تم تشخيصها بالأشعة المقطعية، وهي في مكان ولله الحمد ليس بخطير في المخ كما قال الدكتور، وقد أثرت على الذاكرة، وأصبح لا يتكلم كثيرا وكثير السرحان، وقد يتفوه بأشياء قديمة أو كلام غير مفهوم وغير مترابط.
عنده السكر والقلب والضغط ويأخذ أدويتها ويأخذ مميع للدم بلافيكس بواقع حبة واحدة فقط يوميا.
ما هو الحل لإذابة هذا التجلط الدموي في المخ؟ وقد وصف له الطبيب حبوبا لم نجدها في السعودية ووجدناها في مصر وهي Encephabol وذلك بواقع حبتين يوميا، وهل هناك أدوية تنصحون بها.
أنا أعرف أن هناك دواء اسمه Reminyl وآخر اسمه Nootropil وآخر اسمه Halpperidol، هل هذه مفيدة لوالدي؟ وأيها توصون به لحالته؟ وهل سترجع لوالدي حالته الطبيعية، علما بأن عمره 79 سنة؟ وهل توصون بأي دواء نفسي له كمضاد قلق، أو اكتئاب يكون جيدا لكبار السن في حالته؟
شكرا جزيلا.
وكان الجواب من الدكتور حاتم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:-
فإذا كانت الجلطة لها فترة من الوقت فقد لا يفيد العلاج الجراحي؛ لأن الأنسجة تكون قد تأثرت من التغيرات التي حدثت بسبب الجلطة، وأما الأعراض التي أصابت الوالد فقد تكون بسبب هذه التغيرات، والجراحة المتأخرة ليست ذات فائدة تذكر إلا في حالة تكرار التجلط أو لوجود أسباب تعمل على تكرار التجلط.
أما العلاجات التي وصفت للوالد فهي من العلاجات التي تساعد في تحسين الدورة الدموية في الدماغ، وبالتالي في تحسين عمل الأنسجة التي لم تتأثر بالجلطة، ويحتاج الوالد إلى نوع من العلاج التأهيلي، بالإضافة إلى استشارة طبيب متخصص في المجال النفسي للتقييم ووصف العلاج الأمثل.
والله الموفق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى لوالدك الشفاء.
حقيقة حين تحدث مثل هذه الجلطات والتي من خلالها يحدث انقطاع للدم من بعض أجزاء المخ، فالمخ لا يتحمل هذا الانقطاع أكثر من ثلاث دقائق في أغلب الظن، وعليه تكون هذه التغيرات دائمة وربما يحدث بعض التحسن البسيط، وذلك من خلال تحسن الدورة الدموية ولكن بنسبة بسيطة جدا، وبالطبع -كما ذكرنا- تكون الأنسجة الدماغية قد تأثرت تأثيرا دائما لأنها لا تتحمل انقطاع الدم والأوكسجين لفترة طويلة.
لا شك أن ضعف الذاكرة أو ما يسمى بالعته أو الخرف الوعائي -وذلك نسبة للأوعية الدموية- يحدث بعض الجلطات، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم ارتفاع في الضغط أو مرض السكر؛ لأن هذه الأمراض تؤدي إلى ضيق الشرايين وخاصة شرايين المخ.
بالنسبة للأدوية المنشطة للذاكرة، فهنالك الكثير من الخلاف والجدل حولها، ولكن من الأدوية المؤكد أنها تفيد في البدايات الأولى لمرض الخرف أو ضعف الذاكرة هو العقار الذي يعرف باسم ريمنيل وقد ذكرته أنت في سؤالك هذا، والريمنيل من الأدوية الحديثة، وهي تفيد بنسبة معقولة إذا أعطيت للإنسان مع ظهور الأعراض الأولى جدا لضعف الذاكرة، ولكن بكل أسف معظم المرضى يحضرون العيادات في وقت متأخر، فلذا هذا الدواء لا يفيد، والمتفق عليه بحثيا أن هذا الدواء يمكن أن يعطى لفترة أربعة أشهر، إذا لم يحدث بعد هذه المدة تحسن في الذاكرة وتصرفات الإنسان، فلا داعي لمواصلته أو الاستمرار فيه؛ لأنه يسبب بعض الآثار الجانبية خاصة على الكبد وإن لم تكن خطيرة، كما أنه مكلف بعض الشيء.
أما بالنسبة للإنسافبول وهو الدواء الذي أحضرته من مصر، فهذا من الأدوية القديمة جدا، وهو يعطى لمرضى التخلف العقلي وكذلك ضعف الذاكرة، ولكن بصدق وأمانة فيما أعلم، أنه لا يؤدي إلى فائدة طبية حقيقية.
أما النتربيل فهو مشابه إلى درجة كبيرة للإنسافبول، وإن كان أفضل منه قليلا في تحسين الذاكرة في بدايات الخرف خاصة علة الزهايمر، ولابد أن تكون الجرعة كبيرة وهي 800 مليجرام مرتين أو ثلاثة في اليوم.
أما بالنسبة للهلوبريدول فهو لا يحسن الذاكرة، ولكن ربما يؤدي إلى نوع من الهدوء، خاصة إذا كان المريض مصابا بالقلق والتوتر وكثرة الحركة، وهذا نشاهده كثيرا في مرضى الخرف، ولكن لابد أن يعطى الهلوبريدول بجرعة صغيرة لأن كبار السن لا يتحملونه، وفي معظم الحالات تكون الجرعة هي نصف مليجرام مرة أو مرتين في اليوم.
أخي: بالنسبة لوضع والدك فمن الواضح أن أجزاء رئيسية تتعلق بالذاكرة في المخ قد تأثرت، كما أنه مصاب بمرض السكر، بمعنى أنه يعاني من ضيق في الشرايين، كما أن عمره بالطبع متقدم، وعليه فإذا أخذت هذه المعطيات الطبية مع بعضها البعض فلا شك أن فرص تحسنه قليلة جدا، وهذه حقيقة علمية يجب أن تقبل، ولا شك أن العلم عند الله.
الذي نوصي به في مثل هذه الحالة هو أن يكون الوالد مرتاحا في تغذيته، وأن يراعى حتى لا يسقط؛ لأن الكسور أيضا كثيرة في مثل هذا العمر وفي مثل هذه الحالات، ولا شك أن رعايته والاهتمام به هي بإذن الله باب من أبواب الجنة قد فتح لكم، وأنتم -إن شاء الله- حريصون لتقديم كل يمكن له وبره بالصورة المطلوبة.
وبالله التوفيق.