السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر جهودكم الطيبة.
مشكلتي بدأت منذ -تقريبا- سنتين، حياتي تغيرت بسبب القلق، والتوتر، وتوهم الأمراض.
قبل سنتين فحصت وكانت النتيجة قرحة وجرثومة المعدة، لكن بعد هذا اليوم صرت أفكر بالأمراض، كل شهر أو شهرين يظهر لدي عرض جديد في جسدي، وأذهب حتى أجري الفحوصات: القلب، والكلى، والقولون، ولا يظهر أي شيء.
قبل أسبوعين شعرت بألم بجانب خاصرتي، هو ليس ألما بل انزعاج، أو ثقل، أو مثل التشنج، الإحساس موجود منذ الصباح إلى أن أنام، لكني لا أشعر بشيء وأنا نائم.
بدأت الأفكار تأتيني، ولا أعلم هل أذهب وأفحص نفسي، أم أنتظر؟
هذه حياتي! دوامة من الأعراض الجسدية، وكلما تأتيني أي أعراض جسدية جديدة أقول: ربما يكون هناك مرض جديد، ثم أذهب حتى أفحص نفسي لأتأكد.
فما نصيحتكم لي؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تعاني منه هو حالة الانشغال بالأعراض الجسدية، أو ما يسمى أحيانا برهاب المرض، وهو أن الإنسان يشعر ببعض الأعراض هنا أو هناك فيقلق لهذا، ويعتقد أنه مصاب ببعض الأمراض، ويذهب إلى المشافي أو المراكز الصحية، ويجري الاختبارات، وتكون كلها طبيعية كما حصل معك.
أخي الفاضل: يا ترى ما هو المطلوب منك الآن؟
سأذكر عدة أمور ربما تساعدك:
أولا: أن تدرك أن هذه أمور نفسية، وفي مثل سنك غالبا أنك في صحة جيدة؛ فلا عليك أن تقلق كثيرا، وخاصة أنك قمت بالفحوص والاختبارات وكلها طبيعية، ولله الحمد على ذلك.
ثانيا: حاول أن تتحدى هذه الأفكار القهرية التي تأتيك؛ من أنك تعاني من المرض الفلاني، أو المرض الآخر، حاول أن تتحدى هذه الأعراض أو الأفكار، وتصرفها عن نفسك، متذكرا أنها مجرد أفكار لا تتحول إلى أمراض.
ثالثا: حاول أن تشغل نفسك بأمور أخرى؛ كبعض الهوايات المفيدة، ومنها: الرياضة، وخاصة أنك في هذا العمر، فيجب أن يكون لديك برنامج أسبوعي تمارس فيه الرياضة، سواء في النادي الرياضي (الجيم)، أو حتى المشي، وخاصة أنك تعيش في السويد، وهناك يهتمون جدا بالأنشطة الرياضية المختلفة.
أخي الفاضل: حاول أن توازن بين عملك اليومي وبين ساعات نوم مناسبة، وبين التغذية الصحية، كل هذا طبعا بالإضافة إلى الالتزام بالعبادة، والصلاة، وتلاوة القرآن، مع الأنشطة الرياضية.
أخيرا: لا أنصحك أن تذهب مجددا إلى المشفى لتقوم بفحص هذا الألم الذي تشعر به في خاصرتك؛ فالغالب أنه من نفس أنواع الأعراض التي عانيت منها في الماضي، ولم تظهر في الفحوصات أنك مصاب بأي شيء، وهذا فضل كبير نحمد الله تعالى عليه.
داعين الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.