السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 27 سنة، لدي أختان وأخ، نعيش جميعا مع أمي ووالدي، وأمور الحياة لدينا جميعا غير ميسرة، تخرجت من الهندسة المعلوماتية منذ سنة، ولم أجد عملا إلى الآن، نبحث عن بيت بشكل دائم، ولا نجد شيئا.
إخوتي جميعا يبحثون عن عمل ولم يجدوا شيئا، لا يوجد لدينا أصدقاء، ونشعر أنه ليس لدينا قبول من جميع العالم، نحن جميعا نصلي ونتصدق ونزكي، وقد ذهبت إلى العمرة، لكن ليس لدينا تيسير في الحياة أبدا، وأمي تصرخ كل يوم بالليل وهي نائمة.
أرجو المساعدة، ما ذا نستطيع أن نفعل لكي ينفرج الحال من ناحية الأصدقاء والعمل والزواج، وكل شيء؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تبارك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بكم في موقعكم، ونشكر لكم الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحيي استقامتكم على أمر الله، والحرص على الصلاة والصدقة وفعل الخيرات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح الأحوال، وأن يعمر دياركم بالخير والمال، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
إذا حرص الإنسان على طاعة ربه وأصلح ما بينه وبين الله تبارك وتعالى؛ فإن عليه أن يوقن أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها، وإذا أقبل الإنسان على الله بقلبه أقبل الله بقلوب الناس عليه، وهذا الذي يحدث معكم عبارة عن اختبار وامتحان، نتمنى أن تنجحوا فيه، الاستمرار على الطاعة، وحسن التوجه إلى الله تبارك وتعالى، والحرص على كثرة الاستغفار، والصلاة والسلام على رسولنا المختار -عليه صلاة الله وسلامه- فإن في ذلك ذهاب الهموم، وفي ذلك تفريج الكروب، وفي ذلك الخير الكثير.
أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا تتوقفوا عن بذل الأسباب، فإن المؤمن مطالب أن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، القائل: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، والقائل: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)، والقائل: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله).
عليكم بالاستمرار في فعل الأسباب، وكثرة التوجه إلى الرب الكريم الوهاب، سبحانه وتعالى، وأكثروا كما قلنا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، والإنسان عليه أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح.
أما الناس فنسأل الله أن يحببكم إلى خلقه، ويحبب إليكم الصالحين منهم، فالإنسان ينبغي أن يبحث عن من يستفيد من قربهم ووجوده بينهم ومعهم، وأرجو أن تكونوا مع الإخوة والأخوات في المراكز الإسلامية، وأماكن الخير، فعن طريقهم يحصل التعارف، ويقبل عليكم الناس، في أمور الزواج وغيرها من أمور الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم الصبر، فإن العاقبة للصابرين.
أكرر دعوتي لكم بعدم التوقف عن بذل الأسباب، البحث عن العمل، التوجه إلى الله، الاستمرار في الطاعات، وفهم هذا الابتلاء، ونسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن إذا أعطوا شكروا، وإذا ابتلوا صبروا، وإذا أذنبوا استغفروا.
وللفائدة راجعي هذه الروابط: (425353 - 232096 - 2525081).
وبالله التوفيق.