السؤال
أعاني من مشكلات اجتماعية عديدة، حيث تربيت في مجتمع قاس، وأصبحت أكره الناس جميعهم ولا أثق في أحدهم؛ حتى إني لا أشعر بطعم للحياة ولا معنى لها، ولي أقارب ظلموني وأكلوا حقوقي؛ فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.
أعاني من مشكلات اجتماعية عديدة، حيث تربيت في مجتمع قاس، وأصبحت أكره الناس جميعهم ولا أثق في أحدهم؛ حتى إني لا أشعر بطعم للحياة ولا معنى لها، ولي أقارب ظلموني وأكلوا حقوقي؛ فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ الفقير إلى الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يحفظك ويسددك، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.
ولن يضيع حقك عند الله، ولن تندم على عفوك وإحسانك لأرحامك، فانتظر ما عند الله، وأرجو أن تصلح ما بينك وبين الله ليصلح الله كل ما بينك وبين الناس.
واحمد الله الذي رعاك حتى أصبحت في مرحلة العطاء، وتوكل على رب الأرض والسماء، واحرص على أن تكون في صحبة الأتقياء، وحافظ على صلواتك مع ذكر الصباح والمساء، والتمس لأهلك الأعذار، وكن موقرا للكبار، عطوفا على الصغار، فإنك قد شعرت بما للغلطة من الآثار، وتذكر أن الراحمين يرحمهم الرحمن.
ولست أدري كيف كانت تلك القسوة، وما هي أسبابها؟ وهل هي معك وحدك، أم مع أبنائهم والناس؟ فإن بعض الناس قد اعتادوا على الغلظة والشدة، وربما كانوا يظنون أنها تفيد الرجال، وهذا لون من الخيال، ولست أدري أين والداك، وهل هما على وفاق؟ لأن كل هذه الأشياء لها آثار وظلال.
ورغم مرارة الظلم إذا كان من الأقربين إلا أن العفو والصفح عنهم هو طريق النبيين وطريق الصالحين، وتلك قصة يوسف مع إخوته الذين آذوه ورموه في الجب، وبيع بالدراهم، واشتغل في قصر الملك، ثم رفعه الله وحفظه بإيمانه ومراقبته، ومكن له في الأرض، وأراد إخوته أن يعتذروا من ماضيهم فقال لهم: ((لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين))[يوسف:92]، ومثل هذا ما فعله رسولنا صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة المعتدين، وإذا لم يسامح الإنسان أهله وأقرباءه فمن يسامح؟ ونسأل الله أن يردهم إلى صوابهم ورشادهم.
والله الموفق.