السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب ليس لدي عمل -ولله الحمد- في الواقع تعرفت على فتاة مجرد معرفة سطحية، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ تبين لي بعد مرور الوقت أني مغرم بها، حتى أنه في بعض الأوقات أتفكر فيما لو صارحتها وأن تكون العلاقة شرعية غير أنه اصطدم بالواقع الذي يحتم علي عدم مصارحتها؛ لأنه ليس بإمكاني فتح بيت في هذه الحالة، ومع علمي بمدى ارتباطي بها إلا أنه لا أريد أن تكون علاقتي بها مجرد صحبة أو ما شابه ذلك، لأني لا أريد لها هذا، فهي تستحق كل الخير، ومع هذا فأحيانا نتحدث ونتقابل فلا أصارحها بأي شيء، ولهذا أستفسر فيما إذا كان يحق لي المحافظة على هذه العلاقة على هذا النحو أو ماذا؟ رغم أنها لا تعرف أني أحبها كل هذا الحب، فهي تعاملني على أساس أن العلاقة بيننا هي علاقة معرفة سطحية ليس إلا، ولكن خوفي هو أنها قد تتعرف إلى أي شاب آخر عبر علاقة غير صحيحة أو ما شابه ذلك، فما العمل من فضلكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك، وأن يرزقك طاعة مولاك.
ونحن لا ننصحك بالاستمرار في علاقة مع هذه الفتاة، ولا مع غيرها، إلا إذا تمت العلاقة بعد طرقك لباب أهلها، وبعد تأكدك من صلاحها ودينها، وبعلم أهلك، وخاصة والديك، كما أنني لا أجد في نصوص الشريعة ما يبيح للفتى مصادقة فتاة أجنبية مهما كانت الدوافع نبيلة والمقاصد سليمة؛ لأن العواقب لا تؤمن، والشيطان بالمرصاد، وهم هذا العدو هو الدعوة للفحشاء والمنكر، والشيطان لا يطالب الإنسان بالوقوع في العصيان دفعة واحدة، ولكنه يأخذه ضحاياه خطوة خطوة، وقد يكون المدخل دعوة للخير وحرصا على العفاف، ثم تنقلب الأمور ويحصل المحظور، ولذلك فقد وجهنا ربنا جل وعلا فقال: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ))[النور:21].
كما أن المرأة تعتبر من أقوى أسلحة هذا العدو، فهو ينشر فيها ليفتن بها ويفتنها، وربما خرجت المرأة ولا بأس بها فيأتيها ويقول لها: (إنك ما مررت بأحد إلا أعجبته فتتكسر في مشيتها وتخضع في كلامها، ويظهر على الرجال أثرها) فاتق الله في نفسك وفي بنات المسلمين، وابتعد حتى تتهيأ لك فر ص العفاف.
وإذا كانت العلاقة سطحية فقطعها سهل وميسور، ونسأل الله أن يسهل لك الأمور، وننصحك بعدم التمادي في هذا الطريق مع هذه الفتاة أو مع غيرها، فإن العودة إلى الصواب دونها عوائق وأبواب، والسلامة لا يعدلها، شيء، ونسأل الله أن يلهمنا السداد والرشاد، حتى يباعد بين البنات والأولاد.
وإذا كنت تخاف عليها حقا فلا تقترب منها وتتعلق بها إلا وفق الضوابط الشرعية، وانصحها في حال خوفك عليها، ونحن نفضل أن تتولى الصالحات نصح البنات، ولا تجعل اهتمامك بها وحدها، فتلك فتاة مسلمة هي عرض لنا يحزننا ضياعها وانحرافها.
وإذا كان بالإمكان إتمام الزواج فليس للمتاحبين مثل النكاح، وننصحك بعدم الاستعجال حتى تعرف الأحوال، وتشاهد العم والخال، ونسأل الله أن يصلح لك الحال، وأن يقدر لك الخير في العاجل والمآل، وأشغل نفسك بذكر وعبادة الكبير المتعال، وصلى الله وسلم على رسولنا سيد الرجال.
وبالله التوفيق.